شدد «بوريس جونسون» لهجة خطابه، بشأن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، بتعهد لا رجعة فيه، بترك التكتل في 31 أكتوير المقبل. وفي المقابل كافح «جيرمي هانت»، منافسه الأقل حظاً في الفوز بمنصب رئيس وزراء بريطانيا، كي يقنع أعضاء حزب «المحافظين»، بأن خطة خصمه معيبة. وتحدى «جونسون» منافسه «هانت»، بأن يضاهي التزامه بترك التكتل «مهما كانت النتائج»، في خطاب نشره على «تويتر»، يوم الثلاثاء الماضي. ورد «هانت» بأن إصرار «جونسون» على موعد نهائي قد يؤدي إلى انتخابات عامة مبكرة، وهزيمة كارثية للحزب على يد «جيرمي كوربن»، زعيم حزب «العمال» المعارض.
وفي مقابلة، مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.)، مساء الثلاثاء الماضي، صرح «هانت» بأن تحديد الخروج بيوم 31 أكتوبر قد يسلم «المفاتيح إلى جيرمي كوربن، ومن ثم لن يكون لدينا بريكست على الإطلاق». واحتدم السجال بين المتنافسين، وعزز كل واحد منهما حملته مع اقتراب يوم السادس من يوليو، الذي يبدأ فيه حزب المحافظين تلقي أوراق الاقتراع، لاختيار خليفة لتريزا ماي.
وجاء تأكيد جونسون على تعهده، بعد أن أظهر استطلاع للرأي لمنظمة يوجوف، أن 59% من أعضاء حزب «المحافظين» يرون أن رئيس الوزراء الجديد، يجب أن يكون مستعداً لمغادرة التكتل الأوروبي، دون التوصل إلى صفقة في أكتوبر إذا فشلت المفاوضات. ويريد نحو 24% من أعضاء الحزب أن يكون رئيس الوزراء الجديد مستعداً تماماً لانفصال دون التوصل إلى صفقة، حتى دون أن يحاول الدخول في محادثات.
وصرح «جونسون»، أنه يريد التفاوض على صفقة انفصال جديدة عن التكتل، دون التطرق إلى مشكلة أيرلندا المثيرة للجدل وتحقيق هذا بحلول الموعد النهائي. وأكد أنه إذا لم يتمكن من هذا- وهو ما صرح الاتحاد الأوروبي بعدم إمكانية حدوثه مراراً- فإنه سيسعى إلى التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، على أساس المادة 24 من اتفاقية الجات للتجارة الدولية.
وأعلن الاتحاد الأوروبي، أنه لن يبحث إبرام اتفاقات صغيرة كي يخفف وقع خروج عسير، ويرى أن الخيارات المتاحة أمام المملكة المتحدة، إما اتفاق انفصال يتضمن قضية أيرلندا وتسوية مالية، أو مواجهة فوضى عدم التوصل إلى اتفاق. ويعلن «جونسون» أنه إذا فشلت الخطة الأولى، يتعين على البلاد الاستعداد لانفصال عسير.
توماس بيني*
*صحفي متخصص في الشؤون الأوروبية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»