تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من تحقيق مكانة بارزة لها في العديد من مؤشرات التنافسية الدولية، مؤكدة حجم ريادتها وتفوقها، الإقليمي والعالمي، في المجالات كافة، في العديد من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية على وجه الخصوص، نتيجة لما تقدمه من مزايا وحوافز، تواصل الحكومة العمل على تطويرها، لجعل الدولة وجهة عالمية للإقامة والاستثمار وتأسيس الأعمال، وبما يحقق رؤية القيادة الرشيدة وتطلعاتها في جعل الدولة أنموذجاً عالمياً في الرفاه والتقدم والاستقرار.
وانسجاماً مع هدف «مئوية الإمارات 2071» في أن تكون دولة الإمارات الأفضل عالمياً، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عبر حساب سموه الرسمي في تويتر «اطلعت اليوم على المؤشر العالمي لجاذبية الدول الذي تصدره «فيوتشر براند».. والذي يقيس جاذبية 75 دولة حول العالم للزيارة والإقامة والاستثمار والاستقرار.. الإمارات الأولى عربياً والـ16 عالمياً.. أرى بلدي الأفضل عالمياً، ولكن سنبقى في سباق مستمر لتحسين جاذبية بلادنا في المجالات كافة»، وذلك في إشارة إلى المرتبة التي نالتها دولة الإمارات في مؤشر شركة «فيوتشر براند» الذي يقيس قوة الدول وفقاً لمدى جاذبيتها للاستثمار والسياحة والإقامة، وغيرها، استناداً إلى معايير حديثة.
وجاء تصدر دولة الإمارات عربياً المؤشر العالمي لجاذبية الدول، الذي يتطرق إلى معايير غير تقليدية، تعتمد على قياس رد فعل الدول وقدرتها على إحداث التوازن والازدهار، في ظل ما يواجهه العالم من تغيرات سياسية واجتماعية ملحة، كالهجرة والرعاية الصحية والتعليم والتغير المناخي، ليؤكد قدرتها على استيعاب المستجدات والتأقلم مع كل ما يطرأ من متغيرات عالمية، بكفاءة وديناميكية، وهو ما نجم عن مرونة سياساتها واستراتيجياتها، إضافة إلى تنوعها وتطورها، انطلاقاً من ضرورة استشراف المستقبل، من خلال التحول إلى اقتصاد يقوم على التنوع والمعرفة والابتكار، ويراعي كل ما طرأ من تطور في التقنيات التكنولوجية الحديثة.
لقد انطلقت تصنيفات المؤشر العالمي لجاذبية الدول من معايير جديدة هذه المرة، هي: نظام القيم، مثل: الاهتمام بالبيئة والتسامح والحرية السياسية، ثم معيار جودة الحياة، كالصحة والتعليم ومستوى المعيشة والأمن والسلامة، يليه الفرص الاقتصادية، كالتكنولوجيا المتقدمة، وفرص إقامة مشاريع، وتوافر بنية تحتية قوية، ثم معيار التراث والثقافة، مثل: الأماكن التاريخية المهمة، والتراث والفن والثقافة، والجمال الطبيعي، تلاه معيار السياحة، الخاص بأماكن الجذب السياحي والخيارات المتاحة للسياحة والرغبة في الزيارة ونوعية الطعام، ثم السلع والخدمات المصنوعة محلياً، كالمنتجات الأصلية والمنتجات العالية الجودة. ويفسّر ما ذكرته شركة «فيوتشر براند» في مؤشرها حول جاذبية الدول، في أن الاستقطاب السياسي وقلة التسامح يضعفان مكانة الدول في الترتيب. إن دولة الإمارات استحقت هذه المكانة المتقدمة في مؤشر هذا العام، نظراً إلى قيمها الثابتة في الانفتاح على الآخر والعيش المشترك انطلاقاً من ثقافتها المتأصلة في التسامح، إضافة إلى قدرتها على جذب العديد من الأفراد من شتى بقاع الأرض، لتكون الوجهة الأمثل للعيش والعمل والاستثمار، وهي التي تتمتع بقدر كبير من الاستقرار والأمن، وبإمكانيات ضخمة لتحقيق الأحلام والطموحات.
إن تصدر دولة الإمارات دول المنطقة في المؤشر العالمي لجاذبية الدول، واستناداً إلى معايير هذا المؤشر في الترتيب، يشير إلى نجاح سياساتها وخططها وبرامجها في الوصول إلى مبتغاها الاستراتيجي في أن تصبح الدولة الأفضل عالمياً، من خلال العمل على رفع معيار جودة الحياة لتكون النموذج والوجهة المفضلة للراغبين في التميز من أي مكان، حيث تمكّنهم من تأسيس أعمالهم بيسر وسهولة، وتزيد في نفوسهم الرغبة في العيش فيها، انطلاقاً من ثقتهم برؤية الدولة، قيادة ومؤسسات، القائمة على مواصلة التقدم بمسيرة التنمية المستدامة والشاملة إلى الأمام، عبر مبادرات طموحة في القطاعات الحيوية على اختلافها، ووفق أفضل المعايير والممارسات العالمية، حتى باتت دولة الإمارات نموذجاً يحتذى به على مستوى العالم في الكفاءة والريادة والتميز، وواحة للاستقرار والأمن والأمان لمختلف الجنسيات والأعراق والأديان، والتي وجدت فيها المكان الأقل جريمة والأكثر عدالة ومساواة وحماية للحقوق والحياة والكرامة، معززة من جاذبيتها للعمل والعيش والاستثمار والسياحة.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية