ومن بين هذه الجهود اللقاء التاريخي الذي حصل وتحقق في دولة الإمارات العربية المتحدة وجمع بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، عندما قاما بالتوقيع على وثيقة "الأخوة الإنسانية"، التي تشكل الوثيقة الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان، كما تعد أهم الوثائق في تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية، فإنه قد تم بذلك دق آخر مسمار في نعش التنظيمات والجماعات المتطرفة والإرهابية الساعية من خلال جهلها المركب المفرط للإساءة للإسلام من حيث لا تعلم.
اللقاء التاريخي بين الفاتيكان والأزهر أثمر وثيقة للعمل من أجل السلام وضمان الأمن والاستقرار والحيلولة دون نشوب الحروب. هذا اللقاء التاريخي وهذه الوثيقة التاريخية، بمثابة تطوران إيجابيان استثنائيان بالمعنى الحرفي للكلمة، إذ أنهما أثبتا وبصورة عملية على انفتاح الإسلام ومرونته وسعة صدره وتقبله للآخر ورفضه للتطرف الديني والقومي بمختلف أشكاله خصوصاً أن التاريخ وكما جاء في الوثيقة المعلنة، يؤكد بأن التطرف الديني والقومي، سواءً في الشرق أو الغرب، يمكن أن يطلق عليه بوادر«حرب عالمية ثالثة على أجزاء»، وإن الانفتاح على البعض والإقرار والاعتراف أكثر بالتعايش السلمي بين الأديان وبين الشعوب، ناهيك عن أن هذا الوثيقة قد تناولت أمورا وقضايا أخرى أكدت على مرونة وانفتاح سعة آفاق الإسلام، كالاعتراف بحق المرأة في التعليم والعمل وممارسة حقوقها الأساسية وحمايتها والانتصار لها إلى جانب الاعتراف بحقوق الأطفال الأساسية بحماية حقوق المسنين والضعفاء، بل إن الوثيقة عندما تعلن وتتعهد بأنه من خلال التعاون المشترك بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر الشريف، بالعمل من أجل إيصال هذه الوثيقة إلى صناع القرار العالمي والقيادات المؤثرة ورجال الدين في العالم، والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية وقادة الفكر والرأي، وأن نسعى لنشر ما جاء بها من مبادئ على كافة المستويات الإقليمية والدولية، وأن ندعو إلى ترجمتها إلى سياسات وقرارات ونصوص تشريعية، ومناهج تعليمية ومواد إعلامية، فإن ذلك يعني بأن الدين بعد أن كان وسيلة وأداة يستخدمها ذوو الأفق الضيق من أجل إثارة الحروب وخلق الأزمات، فإنه اليوم وبفضل هذه الوثيقة قد صار أساسا ومنطلقا للعمل من أجل السلام وضمان الأمن والاستقرار والحيلولة دون نشوب الحروب.
العالم يواجه في الألفية الثالثة بعد الميلاد تحديات وتهديدات كثيرة، يمكن القول بأن أهمها وأخطرها عودة التطرف الديني الذي يبدو أن هناك من يستخدمه لزرع أسباب الاختلاف والكراهية والتصادم بين الأديان وبين الشعوب، متصوراً أن مسعاه الشيطاني الشرير المعادي ليس للإنسانية بل وحتى للمبادئ والقيم النيرة والنبيلة التي دعت وتدعو لها هذه الأديان قد ينجح، لكن الوثيقة قضت على تلك الخيالات المريضة.
اللقاء التاريخي بين الفاتيكان والأزهر أثمر وثيقة للعمل من أجل السلام وضمان الأمن والاستقرار والحيلولة دون نشوب الحروب. هذا اللقاء التاريخي وهذه الوثيقة التاريخية، بمثابة تطوران إيجابيان استثنائيان بالمعنى الحرفي للكلمة، إذ أنهما أثبتا وبصورة عملية على انفتاح الإسلام ومرونته وسعة صدره وتقبله للآخر ورفضه للتطرف الديني والقومي بمختلف أشكاله خصوصاً أن التاريخ وكما جاء في الوثيقة المعلنة، يؤكد بأن التطرف الديني والقومي، سواءً في الشرق أو الغرب، يمكن أن يطلق عليه بوادر«حرب عالمية ثالثة على أجزاء»، وإن الانفتاح على البعض والإقرار والاعتراف أكثر بالتعايش السلمي بين الأديان وبين الشعوب، ناهيك عن أن هذا الوثيقة قد تناولت أمورا وقضايا أخرى أكدت على مرونة وانفتاح سعة آفاق الإسلام، كالاعتراف بحق المرأة في التعليم والعمل وممارسة حقوقها الأساسية وحمايتها والانتصار لها إلى جانب الاعتراف بحقوق الأطفال الأساسية بحماية حقوق المسنين والضعفاء، بل إن الوثيقة عندما تعلن وتتعهد بأنه من خلال التعاون المشترك بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر الشريف، بالعمل من أجل إيصال هذه الوثيقة إلى صناع القرار العالمي والقيادات المؤثرة ورجال الدين في العالم، والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الدينية وقادة الفكر والرأي، وأن نسعى لنشر ما جاء بها من مبادئ على كافة المستويات الإقليمية والدولية، وأن ندعو إلى ترجمتها إلى سياسات وقرارات ونصوص تشريعية، ومناهج تعليمية ومواد إعلامية، فإن ذلك يعني بأن الدين بعد أن كان وسيلة وأداة يستخدمها ذوو الأفق الضيق من أجل إثارة الحروب وخلق الأزمات، فإنه اليوم وبفضل هذه الوثيقة قد صار أساسا ومنطلقا للعمل من أجل السلام وضمان الأمن والاستقرار والحيلولة دون نشوب الحروب.
العالم يواجه في الألفية الثالثة بعد الميلاد تحديات وتهديدات كثيرة، يمكن القول بأن أهمها وأخطرها عودة التطرف الديني الذي يبدو أن هناك من يستخدمه لزرع أسباب الاختلاف والكراهية والتصادم بين الأديان وبين الشعوب، متصوراً أن مسعاه الشيطاني الشرير المعادي ليس للإنسانية بل وحتى للمبادئ والقيم النيرة والنبيلة التي دعت وتدعو لها هذه الأديان قد ينجح، لكن الوثيقة قضت على تلك الخيالات المريضة.
هذه الوثيقة تؤسس لمرحلة وعهد جديدين في التاريخ الإنساني قوامهما نبذ الاختلافات والانقسامات وكل ما يساعد على الكراهية وإقصاء الآخر والسعي من أجل التأكيد على القواسم الأساسية التي تدعو للمحبة والتآلف والتعايش والاعتدال والتسامح وتقبل الآخر، والعمل جنباً إلى جنب من أجل إرساء عالم أكثر أمناً وانتصاراً للإنسانية وأكثر قرباً لروح الأديان نفسها، وإن وثيقة الأخوة الإنسانية قد وضعت الأساس والمرتكزات الأساسية اللازمة لذلك، وهكذا يمكن التفاؤل بغدٍ ومستقبلٍ أكثر أمناً للبشرية جمعاء.
*الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان.