في مجموعة من الكلمات، لم أكن أفكر في كتابتها، أشعر بألم اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي ورئيسها «توم بيريز». فموسم المناظرات على وشك البدء. وهناك عدد كافٍ من الديمقراطيين الذين يخوضون الانتخابات الرئاسية. لكن المشكلة التي تواجه اللجنة الوطنية الديمقراطية والمرشحين هي أنه لا توجد إجابات جيدة. ونصيحتي للمرشحين الديمقراطيين وحملاتهم: لا تفعلوا ذلك.
لا تقدموا أنفسكم وترشيحكم لنظام سيئ ووحشي وطويل. ويرجع الفضل إلى بيريز لمحاولته جلب بعض مظاهر الإنصاف والنظام لعملية تشبه سباق «ناسكار»، لكنه يحاول تعديل نظام معطل وفاسد بشكل أساسي.
دعونا نبدأ بما هو واضح: لماذا تشرف المنظمات الإخبارية على المناظرات؟ يتمثل الدور المنطقي والمناسب لوسائل الإعلام الإخبارية في تغطية المناظرة، تماماً كما تغطّي كل الأحداث الأخرى في السياسة الرئاسية. وما بين التنظيم والترويج للمناظرات، تشبه الرعاية من قبل شركة كبيرة في مجال الأخبار إلى حد كبير الرعايةَ من قبل أي شركة كبيرة.
هذا أمر جيد عندما تضع شركة «هوم ديبوت» اسمها على سباق للسيارات ويتسنى للموظفين والناس الذين يحبون الشركة الهُتاف لسيارتهم المشاركة في السباق، لكن لماذا يتحتم أن تكون هناك رعاية من «إم إس إن بي سي» أو «سي إن إن» أو أي مؤسسة إعلامية لأي مسعى جدي وغير تجاري مثل إجراء مناظرة للمساعدة على اختيار الرئيس القادم للولايات المتحدة؟
لقد أجريت مناقشات على مر السنين مع المسؤولين التنفيذيين لمختلف المؤسسات الإخبارية، وكانت الإجابة الأكثر شيوعاً هي أن استضافة مناظرة أمر مكلف للغاية، فمن الذي سيدفع هذه التكلفة؟ هذا هراء على كافة المستويات. ربما كانت أفضل مناظرة في الدورة التمهيدية للجمهوريين في عام 2012 التي جرت في كلية دارموث وأدارها «تشارلي روز»، بينما كان المرشحون يجلسون إلى الطاولة. هؤلاء المسؤولون التنفيذيون أنفسهم يتناولون الطعام في مطاعم تتقاضى رسوماً مقابل العشاء ربما أكثر من تكلفة تنظيم المناظرة.
وعلى أي حال، لماذا تشارك المنظمات الإعلامية في زيادة قيمة الأحداث السياسية؟ يجب أن تسيطر الحملات الديمقراطية على هذه العملية. والمرشحون لديهم جزء من السلطة في هذه العملية، وهو اتخاذ قرار فيما إذا كانوا سيظهرون في المناظرة. أنتم أيها الديمقراطيون، كوّنوا اتحاداً، وأطلقوا عليه اسم «رؤساء المستقبل المتحدون» أو «اتحاد إنقاذ الكرامة».. واجتمعوا معاً واتخذوا قراراً بشأن بعض القواعد الأساسية ذات الاهتمام المشترك: سيتم إجراء المناظرات من قبل منظمات جادة (ضمنها الجامعات) تدار من قبل أشخاص جادين يطرحون أسئلة جادة. وينبغي أن تعترفوا بأن وجود 10 أشخاص في مناظرة لمدة ساعة أو ساعتين لا يشبه مناقشةً مدروسةً للقضايا. لذا يتعين تحديد عدد المشاركين في أي مناظرة بأربعة فقط، والموافقة على أن يتم اختيار هؤلاء الأربعة بشكل عشوائي. وقد تكون الجامعة المضيفة سعيدة بإجراء أسبوع من المناظرات مع مجموعات مختلفة من المرشحين كل ليلة. مَن الذي سيراها؟ ومن الذي سيبثها؟ هناك الآن ما يسمى الإنترنت، وفي عالم يستطيع فيه الناخبون المحتملون رؤية «بيتو أوروك» وهو يقص شعره، فما الصعوبة في جعل الناس يرونه في مناظرة مع «بيرني ساندرز»؟ واسمحوا للمنظمات الإعلامية باتخاذ نفس القرار الصعب الذي تتخذه مع أي حدث لتحديد وقت البث الذي ستمنحه لأي مناظرة.
هل تشعر بالتشكك؟ إليك اختبار بسيط: مَن أكثر مرشح استفاد من أي مناظرة في الانتخابات التمهيدية في هذا القرن؟ الإجابة: إنه دونالد ترامب، هذا لأنه كان سعيداً بأن يكون الطرف الأعلى صوتاً في مسابقة فوضوية. وفي المناظرات الرئاسية في الانتخابات العامة، أصيب الديمقراطيون والجمهوريون بإحباط مشترك من رابطة الناخبات اللائي قمن ذات يوم برعاية المناظرات، لجعل الحزبين يشكلان لجنة المناظرات الرئاسية. هل كانت مناظرات الانتخابات العامة معيبة؟ بالتأكيد، لكن مناظرات الانتخابات التمهيدية تجعل أحداث لجنة المناظرات الرئاسية تبدو وكأنها نظرية الكهف لأفلاطون (نظرية فلسفية توضح كيف يؤثر الواقع على رؤيتنا للأمور ووصولنا إلى الحقيقة).
وعلى مدار العام المقبل سيقوم المرشحون الديمقراطيون الذين يخوضون حملاتهم بتذكير الناخبين كل يوم بأن «الأمور لا يجب أن تمضي بهذه الطريقة». إنك محق، لا يجب أن تسير الأمور هكذا. لذا عليك تغيير نظام المناظرات أثناء الانتخابات التمهيدية، وستكونون أنتم الفائزون.
ستيوارت ستيفنز
كاتب ومستشار سياسي «جمهوري»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»