تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تقديم أوجه الدعم المختلفة لليمن، حكومة وشعباً، من أجل تحقيق آماله وطموحاته في البناء والتنمية والاستقرار الشامل، وهذا ما أشار إليه بوضوح، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، خلال مباحثاته مع معالي الدكتور معين عبدالملك، رئيس الوزراء في الجمهورية اليمنية الشقيقة، مؤخراً، حينما أكد سموه التزام دولة الإمارات العربية المتحدة، دعم الشعب اليمني الشقيق وعودة الأمن والاستقرار إلى بلاده، مشدداً سموه: «على نهج الدولة الأصيل والثابت الذي تأسست عليه في مساندة الأشقاء والوقوف إلى جانبهم في الظروف كافة، وسعيها المستمر إلى دعم مصالح الشعوب العربية ونصرة قضاياهم وصون الأمن القومي العربي».
لقد كانت الإمارات -وما تزال- في مقدمة الدول الداعمة للشرعية في اليمن، فحينما شاركت في التحالف العربي ضمن عملية عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن في مارس 2015، فإنها كانت تستهدف عودة الأمن والاستقرار إلى اليمن وشعبه الشقيق، والتصدي لميليشيات الحوثي الإرهابية التي كانت تستهدف تحويل اليمن إلى منطقة نفوذ تابعة لإيران ضمن مشروعها للتوسع والسيطرة، وحينما تم إعلان عملية «إعادة الأمل» في شهر أبريل من العام نفسه، فإنها أيدت هذه العملية وساندتها، ولم تتوقف منذ ذلك الوقت عن إطلاق المبادرات التنموية والإنسانية التي تستهدف تخفيف معاناة الشعب اليمني، سواء لمواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة في بعض المناطق، أو في إقامة العديد من المشروعات التنموية والخدمية، وتمثلت آخر هذه المبادرات بحملة الاستجابة العاجلة لإغاثة متضرري السيول التي شهدتها مؤخراً محافظتا عدن ولحج اليمنيتان، والتي تتضمن تصريف وسحب مياه الأمطار من الشوارع والأحياء السكنية وتقديم المساعدات الإغاثية والإيوائية للنازحين في مخيماتهم، حيث تجسد هذه الحملة في جوهرها التزام الإمارات الإنساني والأخلاقي تجاه الشعب اليمني الشقيق، والوقوف إلى جانبه لتجاوز الأزمات والكوارث الإنسانية الطارئة. فقد كان للتحرك السريع من جانب فرق التطوع التابعة للهلال الأحمر الإماراتي في مناطق السيول، أثره في تخفيف آثارها، وخاصة في الأسر التي تعيش من دون مأوى جراء نقص الاحتياجات الأساسية. وتأتي الإمارات في مقدمة دول العالم التي قدمت مساعدات لليمن، فقد جاءت في المركز الأول كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية المباشرة في حالات الطوارئ على مستوى العالم إلى الشعب اليمني، خلال عام 2018، بإجمالي تكلفة بلغت 3.75 مليار درهم إماراتي. فيما بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها الإمارات لليمن خلال الفترة من أبريل 2015 حتى ديسمبر 2018 نحو 18,06 مليار درهم (4,91 مليار دولار أميركي)، استفاد منها ما يزيد على 17 مليون يمني، منهم 11 مليون طفل و3,2 مليون من النساء، وقد أسهمت هذه المساعدات في تخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق، وأيضاً في وضع اليمن على طريق البناء وإعادة الإعمار والتنمية الحقيقية، وخاصة أن هذه المساعدات، تضمنت مشروعات لدعم البرامج العامة، والصحة، والتعليم، وتوليد الطاقة وإمدادها، والخدمات الاجتماعية، والمواد الإغاثية والغذائية في حالات الطوارئ.
إن العمل على تنمية اليمن واستقراره، يمثل أحد الثوابت الراسخة لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالنظر إلى ما يمثله من أهمية استراتيجية بالنسبة للأمن القومي الخليجي والعربي على حد سواء.
إن الدعم الإماراتي الشامل والمتواصل لليمن، يحظى بتقدير متزايد من جانب الأوساط الحكومية والشعبية اليمنية، وهذا ما عبّر عنه رئيس الوزراء اليمني مؤخراً، والذي ثمن الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة، لمساندة اليمن وشعبه على مختلف الصعد التنموية والإنسانية والأمنية والاقتصادية، كما أشاد بالوقفة الأخوية التاريخية النبيلة لدولة الإمارات، ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والوقوف إلى جانب شعبه.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية