ما الذي يزهق الأرواح؟ إطلاق النار. وما الذي ربما ينقذ الأرواح؟ صوت إطلاق النار. يمثل إطلاق النار على شاطئ فيرجينيا يوم الجمعة، عندما قتل موظف في حكومة المدينة 12 شخصاً -11 منهم من زملائه – حدثاً بارزاً. فهو حادث إطلاق نار جماعي آخر. وفي الواقع، فإنه أسوأ حادث يمكن أن يتذكره شخص منذ الحادث الذي وقع في نوفمبر 2018، داخل ملهى ليلي بمدينة ثاوزند أوكس بولاية كاليفورنيا.
بيد أن تفاصيل الهياج تتضمن حقيقة واحدة فريدة من نوعها في القائمة المتزايدة لحالات إطلاق النار: فقد استخدم القاتل طبنجة من عيار 0.45 بخزينة ذخيرة ممدودة وكاتم للصوت. هذا التفصيل الصغير – أن البندقية كانت مزودة بمعدات «كاتم للصوت» بسيطة وقانونية – تهدد بتغيير فهمنا لحالات إطلاق النار في المستقبل.
إن عنف السلاح في أميركا فريد من نوعه ليس فقط بسبب ثقافتنا، بل أيضاً لأن لدينا أسلحة مصرحاً باستخدامها من الناحية القانونية يمكنها قتل العديد من الأشخاص بسرعة كبيرة. من حيث معدل الوفاة بالنسبة للوقت، فإن الأسلحة ذات الطلقة الواحدة مفضلة على المسدسات متعددة الطلقات، والطبنجات مفضلة على الأسلحة شبه الآلية، والمسدس المفضل لدى من يقومون بإطلاق نار جماعي هو بندقية من طراز «آر إف-15».
لكن يبدو أن قاتل فيرجينيا كان يستخدم كاتم الصوت لعدم الكشف عن هويته، وهذه وسيلة شخص جبان، وليس شخصاً يسعى إلى الشهرة أو المجد. لقد كان القاتل يريد الصمت.
والصمت هو عدو الوقت. إن سياسة «اركض واختفي وقاتل» التي تحكم كل مدرسة وقوة عاملة وأي مجتمع يكون في موقف المستجيب الأول في حالات إطلاق النار النشطة مشروطة بفرضية مهمة: أن هناك وعياً بأنه تم إطلاق الرصاص وأنه من الأفضل الركض في الاتجاه الآخر. بمجرد أن تعرف من أين تأتي الطلقات، يمكنك العدو بسرعة إن أمكن أو الاختباء إن لم تستطع، وأن تقاتل فقط إذا كنت مضطراً لذلك.
في مجتمع لا يتحرك نحو اتخاذ تدابير معقولة للسيطرة على السلاح، فإن رد فعل الهروب أو القتال هو أحد العوامل القليلة في أي هجوم يمكن للمواطنين السيطرة عليه. في بعض الحالات، لا يكون الهروب ممكناً، وفي حالات أخرى، يشتبك الضحايا المحتملون. فمؤخراً، على سبيل المثال، قرر اثنان من المارة الشجعان في شمال كارولينا وكولورادو أنه ليس أمامهما خيار آخر إلا «القتال إذا لزم الأمر»، ليؤخرا فورة القتل عند القاتل، وفي كلتا الحالتين أنقذ الرجلان أرواح الآخرين لكنهما لقيا حتفهما نتيجة لذلك.
* مساعد سابق لوزير الأمن الداخلي الأميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»