تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً كبيرة في إطار اهتمامها بصحة الإنسان، حيث تتنوع مبادراتها الخارجية وتتعدد لتصل إلى أماكن مختلفة حول العالم، وذلك انطلاقاً من اعتبارات إنسانية تقوم في الأساس على الرغبة في تقديم يد المساعدة والعون، وخاصةً في مجال الصحة الذي يعد أحد أبرز الجوانب في الحياة.
وقد أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، بتوجيهات قيادتها الرشيدة، مبادرات صحية عدة، تستهدف ملايين الأشخاص حول العالم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تقوم مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، بجهود كبيرة في هذا المجال، وهو ما تبينه الأرقام بوضوح، حيث أعلنت مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أن 13 مليوناً و100 ألف شخص حول العالم استفادوا من مشروعاتها للرعاية الصحية ومكافحة المرض، في عام 2018، فيما بلغ إجمالي حجم الإنفاق، خلال العام، على المبادرات والبرامج والمشروعات الخاصة بهذا المحور، نحو 313 مليون درهم.
وإلى جانب الجهود التي تبذلها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية، تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة، جهوداً كبيرة في مجالات صحية أخرى، وأبرز مثال على ذلك، ما تقوم به الدولة في مكافحة مرض شلل الأطفال، هذا الدور الذي دائماً ما يحظى بتقدير المنظمات العالمية الدولية، وفي هذا الصدد، تقدّم تيدروس غيبريسوس، أمين عام منظمة الصحة العالمية، بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، على دعمه «المبادرة العالمية لمكافحة شلل الأطفال»، التي تستضيفها أبوظبي في نوفمبر 2019، وأشاد غيبريسوس بجهود دولة الإمارات في مكافحة شلل الأطفال، مؤكداً أنها «حليف مهم منذ وقتٍ بعيد لبرامج مكافحة المرض، كما أن التقدم العالمي الذي تحقق على صعيد مكافحة شلل الأطفال لم يكن ليحدث لولا وجود شركاء مثل دولة الإمارات».
ولا يقتصر الأمر على ذلك؛ حيث تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تقديم يد العون إلى مختلف دول العالم، وتركزت جهودها في هذا المجال على تأهيل البنية التحية من مستشفيات ومراكز صحية في هذه الدول، والمثالان الأبرز على ذلك، هما اليمن وباكستان، فقد قامت دولة الإمارات بجهود متنامية لدعم القطاع الصحي في اليمن، فعلى سبيل المثال، وقعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال شهر مايو 2019، اتفاقيتين جديدتين لدعم القطاع الصحي في محافظة حضرموت اليمنية، تشمل ترميم وتأهيل وصيانة مستشفى غيل باوزير ومستشفى الديس الشرقية، كما شملت المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات إلى باكستان في المجال الصحي، إنشاء وتجهيز وصيانة عدد 8 من المستشفيات والعيادات في العاصمة إسلام أباد وإقليم خيبر بختونخوا ومنطقة جنوب وزيرستان ومنطقة باجور، بتكلفة إجمالية بلغت 463.27 مليون درهم، من بينها مستشفى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي أنشئ في مدينة سيدو شريف بإقليم خيبر بختونخوا، بتكلفة بلغت نحو 20.5 مليون درهم، كما حرصت الدولة على توفير التطعيمات اللازمة ضد شلل الأطفال للأطفال في باكستان، فخلال الفترة من عام 2014 إلى غاية نهاية عام 2018 وفر المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان 371 مليوناً و175 ألفاً و240 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال لأكثر من 57 مليون طفل باكستاني.
وقد حظيت الجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم صحة الإنسان على المستوى العالمي، بالتقدير الكبير الذي تُرجم في انتخابها لتولي أرفع المناصب وأبرزها في مختلف المنظمات الصحية العالمية؛ حيث انتخبت جمعية الصحة العالمية في 24 مايو 2019 خلال دورتها الـ 72، دولة الإمارات لمنصب نائب الرئيس لهذه الدورة، كما تم انتخابها أيضاً لعضوية المجلس التنفيذي للجمعية الذي يعمل على إنفاذ ما تقرره الجمعية وإنفاذ سياساتها وإسداء المشورة إليها، ولا شك أن هذين الانتخابين يؤكدان مدى اعتراف المجموعة الدولية، بشكل عام، بالدور المهم الذي تضطلع به دولة الإمارات في المجال الصحي على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية