في الثاني عشر من مايو 2019 تعرضت أربع سفن تجارية مختلفة الجنسيات لعمليات تخريب قريباً من المياه الإقليمية للبلاد قبالة الساحل الشرقي قريباً من الفجيرة في خليج عُمان وفي داخل المياه الاقتصادية لدولة الإمارات.
وبغض النظر عن الجهات التي تقف وراء هذه العمليات الإرهابية، التي تجري التحقيقات للكشف عنها، فهي ليست سوى أعمال إجرامية يقصد بها زعزعة أمن المنطقة والإضرار بخطوط الملاحة التجارية، وهي مرفوضة جملة وتفصيلاً لأن من خطط لها ونفذها ليس له هدف سوى زيادة حدة الاضطراب في الخليج العربي. إنه تصعيد خطير في تهديد مصالح دول العالم كافة ولسلامة السفن الدولية العابرة ومن على ظهرها من أطقم مدنية عاملة، وبضائع تجارية تخص أطرافاً دولية عدة.
ومن قام بذلك هدفه الأساس توجيه مجموعة رسائل إلى عدة جهات هي الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها في المنطقة خاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، مفادها أنه قادر على الإضرار بالمصالح الاقتصادية والتجارية لكافة دول العالم في الخليج العربي، موجهاً البوصلة نحو قدرته على إغلاق مضيق هرمز من خلال مثل هذه الأعمال الإرهابية، هذا من جانب، ومن جانب آخر هو يريد إرهاب دولة الإمارات عن طريق قيامه بعمله المشين قريباً من مياهها الإقليمية وفي داخل مياهها الاقتصادية، لكن دولة منيعة كالإمارات لا تهز مثل هذه الجرائم شعرة واحدة من هامتها الباسقة.
نظرة أهل الإمارات إلى العالم وما يدور فيه تنطلق بقدر كبير من نظرة خاصة بهم وحدهم، وهي مختلفة من جوانب كثيرة عن نظرة الآخرين، ملؤها الثقة بالنفس انطلاقاً من إرث متكامل الأركان، راسخ في الثبات على الثوابت تجاه الوطن وقضاياه الأساسية التي أهمها الذود عنه وحمايته وتقديم النفس فداءً له.
إن هذا الإرث الراسخ لم يأت من فراغ، بل هو نتاج خير لتاريخ مجيد قام على مداه أهل هذه الأرض بحمايتها من تعدي كل أمة غازية أو طامعة على مر العصور والأزمان.
وحقيقة أن الاختلاف الذي نتحدث عنه قائم على ثلاث ركائز أساسية هي أننا كإماراتيين عرب أقحاح تمدنا عروبتنا بأنفة وعزة نفس وشجاعة راسخة، وأننا كإماراتيين مسلمون يعلمنا ديننا الحنيف مكارم الأخلاق ومبادئ حب الوطن ورفعة شأنه، وأننا كإماراتيين شعب متقبل للآخر، نحبه ونحترمه طالما هو محترم ومسالم، خاصة إذا أراد دخول البيوت من أبوابها، ونحن عكس ذلك تماماً إذا أراد الآخر النيل منا ومن كرامة وطننا وأهلنا، ولا ضرر ولا ضرار.
إن تجربة الإمارات وأهلها مع عناصر الثقافة الثلاثة هذه مختلفة عن تلك التي لدى العديد من شعوب الأرض الأخرى، فنظام الحكم فيها يمتد إلى مئات السنين من عمر الزمن، ونخبتها السياسية هي نتاج هذا الجزء الأصيل من جزيرة العرب، وهي نخبة لم تفقد قط إحساسها العميق بالهوية العربية وبالتالي بقضايا هذا الوطن وهموم أهله.
إن الهوية الإماراتية هي عربية خالصة ليست قائمة على مجرد تراث تاريخي ولغوي وثقافي أو ديني، صحيح أن هذه العناصر مهمة جداً، لكن عروبة أهل الإمارات تقوم على أساس من عروبة الدم، وهذا هو المهم.
لذلك فإن تهديد دولة الإمارات عن طريق الإرهاب أمر مفروغ من عدم جدواه، فأهل الإمارات لن يخافوا ولن يرتعدوا، لأنه يجري في عروقهم الدم العربي، والإرهابيون الذين يقومون بهذه الأعمال الدنيئة يعلمون ما هي قيمة الدم العربي وصلابته وفورته في مثل هذه المواقف.
*كاتب إماراتي