تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ أن تأسست، على توجهات إنسانية يشهد لها التاريخ، حيث لا تتوانى، وبتوجيهات قيادتها الرشيدة، عن فعل الخير لكل الشعوب على اختلافهم، منطلقاتها في ذلك أن التكاتف والتضامن مع المحتاجين هو الرابط الإنساني الذي يجب ألا ينقطع بين الناس، وهو ما جعلها تسعى جاهدة إلى تأمين احتياجات الشعوب، والحد من الفقر، والقضاء على الجوع، من خلال مشاريع تنموية مستدامة، تركت بصمتها البيضاء في كل مكان.
ولأنّ شهر رمضان المبارك هو شهر الرحمة والمحبة والتضامن، جاء اجتماع مجلس الوزراء الذي عُقد يوم الثلاثاء الماضي، مناسبة لإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، دعوته جميع فئات المجتمع الإماراتي، أفراداً ومؤسسات، إلى توجيه الطاقات للخير والإحسان، والعمل على مضاعفة العطاء بما ينسجم مع القيم الرمضانية الأصيلة، وبما يسهم في تكريس ثقافة الخير والتسامح في عام التسامح، مؤكداً سموه أن شهر رمضان محطة لتجديد الهمم نحو نشر الخير، وفرصة لتعزيز التواصل والتسامح حولنا ومع العالم، قائلاً سموه: «ديننا دين الرحمة والسلام والتسامح، ورمضان موسم العطاء، ومحطة متجددة لدينا لإطلاق مبادرات إنسانية ونوعية من الإمارات إلى العالم».
وجاء توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، القطاعات الحكومية والخاصة كافة للمساهمة بأفكار مستدامة للعمل الإنساني والخيري وتنمية المجتمع، وترسيخ قيم التسامح في عام التسامح، ليتسق مع رؤية الدولة التنموية وسعيها إلى تنفيذ أهداف التنمية المستدامة التي تحدّ من الفقر والجوع، ولتعبّر أيضاً عن عمق الإرث الإنساني الذي تركه الأب الباني، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نفوس أبنائه الطيبين، الذين جعلوا من حب الخير وسيلتهم الأولى لدخول قلوب الشعوب في كل مكان، في تطبيق عملي لما تنادي به دولتهم من ثقافة التسامح والمؤازرة والتكافل.
إن اعتماد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2019 عاماً للتسامح، لم يكن منفصلاً في أهدافه الكلية عن تأصيل عمل الخير والتكافل، فالتسامح ليس مجرد شعار لدى دولة الإمارات، إنما يعني إغاثة المنكوبين من الكوارث والأزمات، وهو يعني أن تمدّ دولة الإمارات يدها لإقامة مشاريع إنسانية مستدامة لتنمية المجتمعات، وهو يعني كذلك الاهتمام والعناية بالفئات المسحوقة والمهمشة في كل مكان، وتمكين النساء والشباب من العيش بكرامة وبواقع أكثر إنسانية، الأمر الذي يؤكده تصدّر دولة الإمارات للمرة الخامسة على التوالي، قائمة أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات الإنمائية الرسمية قياساً إلى دخلها القومي بنسبة 1.31%، وفقاً للبيانات الصادرة عن لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في شهر أبريل 2018.
وانسجاماً مع خط دولة الإمارات، مؤسسات وأفراداً، في إغاثة الملهوف ومساعدة المنكوبين، جاءت مناسبة اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذي صادف يوم الأربعاء الـ 8 من مايو، ليؤكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، حرص دولة الإمارات على توحيد الجهود الخيرة في المنطقة والعالم، لتحقيق مستقبل أفضل للعمل الإنساني، وتوفير رعاية أكبر لضحايا الكوارث والأزمات، وتعزيز مجالات التنمية البشرية والإنسانية، قائلاً سموه: «إن جهود الدولة في هذا الصدد تصنع الفرق في تعزيز مستوى الاستجابة الإنسانية في حالات الطوارئ والأزمات وتحسين كفاءة العمليات الإغاثية في الساحات والمناطق المضطربة حتى أصبحت الإمارات منصة مهمة لإطلاق المبادرات والقيم التي تعلي من شأن الإنسان، وتحفظ حقه في الحياة والعيش الكريم».
لقد استطاعت دولة الإمارات ترك أثر إيجابي وفريد في مجالات العمل الإنساني والتنموي، من خلال مبادراتها الحيوية والمبتكرة التي أثّرت على حياة الملايين من البشر من النازحين واللاجئين والمنكوبين، في القطاعات الاجتماعية والاقتصادية كافة، وحققت نقلة نوعية في تحسين مجالات العون الإغاثي على شكل مشاريع تنموية مستدامة أسهمت في تحسين واقع المجتمعات الضعيفة وحياتها، من خلال توفير متطلباتهم الأساسية، والنهوض بمستويات معيشتهم، وبما يحفظ كرامتهم الإنسانية ويصونها.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية