فعل الخير ليس مقتصراً لدى دولة الإمارات العربية المتحدة على أوقات أو أماكن محددة، إنما تواصل المؤسسات المعنية في الدولة مدّ أياديها الطيبة والكريمة لكل المحتاجين للدعم والرعاية، داخل الدولة وخارجها، خصوصاً في شهر رمضان المبارك، شهر الخير والرحمة والإحسان والتكافل الاجتماعي والتآزر الإنساني، وهو ما يتجلى بتنظيم العديد من البرامج والأنشطة الخيرية في أنحاء الدولة التي تعمل على توفير المواد الغذائية والوجبات للمحتاجين في المساجد ومراكز التسوق وغيرها من الأماكن العامة، وتنظيم حملات خيرية، بهدف دعم المشاريع الرمضانية، كمشروع المير الرمضاني، وإفطار صائم، وزكاة الفطر، وكسوة العيد، إضافة إلى قيام بعض الجهات بالتبرع بالمال والملابس، وتلبية احتياجات مستحقي الدعم، وبما يضمن حفظ كرامتهم وصونها.
ومؤخراً أطلقت الجمعيات والمؤسسات الخيرية والإنسانية في دولة الإمارات مشاريع ومبادرات لدعم الأسر المحتاجة خلال الشهر الفضيل، وتنفيذ مشروع إفطار الصائم. كما أعلنت مؤسسة «محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية» عدداً من المشاريع الرمضانية الخيرية، للمستحقين من المواطنين والمقيمين داخل الدولة، إضافة إلى المحتاجين من المسلمين في عدد من الدول الشقيقة والصديقة من بلدان العالم، يصل عددها إلى 51 دولة، وذلك بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وامتداداً لحرص المؤسسة في كل عام في شهر رمضان الكريم، على إيصال الدعم اللازم للمحتاجين من المسلمين بتكلفة تبلغ 70 مليوناً و700 ألف درهم تستفيد منها 140 ألف أسرة.
وفي نهاية شهر أبريل الماضي، وخلال إطلاق حملتها الرمضانية «وافعلوا الخير لعلكم تفلحون» لاستقبال زكاة وصدقات المحسنين، من أفراد ومؤسسات وشركات، لدعم ومساعدة الأسر المحدودة الدخل، باشرت جمعية «بيت الخير» تنفيذ مشروعها «المير الرمضاني» الذي رصدت له 12 مليون درهم، فضلاً عن توزيع أكثر من 6000 سلة غذائية، وتوزيع كوبونات وسلال «المير الرمضاني»، وهو ما ينسجم مع استراتيجية الدولة، وتوجهات قيادتها الرشيدة في تحقيق التكافل الاجتماعي، وخدمة القاطنين في الدولة خلال الشهر الكريم، وتمكين المستحقين من الاستفادة المُثلى من المساعدات، وخاصة خلال شهر رمضان الكريم، من أجل دعم الأسر المتعففة.
ولا يقتصر فعل الخير والإحسان في دولة الإمارات على الداخل، فقد جاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر، بتنفيذ المرحلة الثانية من برنامج إغاثة المتأثرين من إعصار «إيداي» في ملاوي، لتواكب مسيرة الخير الإماراتية في الخارج مع حلول الشهر الكريم، حيث تتضمن هذه المساعدات، المواد الغذائية والمكملات الغذائية للأطفال في عدد من القرى والمناطق الأكثر تأثراً بتداعيات الكارثة، يتم تقديمها لـ 60 ألف أسرة متضررة، الأمر الذي يجسّد التزام دولة الإمارات بمسؤوليتها الإنسانية، وجهودها التنموية التي تضطلع بها على الساحة الدولية، انطلاقاً من نهجها القائم على تقديم المساعدات للمحتاجين، من دون النظر لأي اعتبارات.
إن الوقوف إلى جانب الأفراد والشعوب المحتاجة، هو نهج إماراتي أصيل، أسس له المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على خطاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تفقد أوضاع المحتاجين، وتلبية احتياجاتهم الإنسانية في كل وقت وفي كل مكان، وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي يؤصل لقيم المساندة والعطاء والمساعدة، طلباً لمزيد من الأجر والثواب، وسعياً لقضاء الحاجات الإنسانية لإدخال البهجة والسرور على نفوس المحتاجين، وتوفير كل الدعم وترسيخ قيم الخير والعطاء من دون مقابل، من خلال توفير بيئة محفزة للعمل الخيري والإسهام المجتمعي ‏والتكافل الاجتماعي في كل مجالات الحياة، وبما يجسّد أواصر الأخوة التي نادى بها الدين الإسلامي الحنيف، لخدمة المحرومين والمستضعفين والفقراء، داخل الدولة وخارجها.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية