في تغريدة تدعم أجرأ محاولة لزعيم المعارضة الفنزويلي خوان جوايدو للاستحواذ على السلطة، ناشد «ماركو روبيو»، سيناتور ولاية فلوريدا، الفنزويليين قائلاً «لا تسمحوا لهذه اللحظة أن تفلت منكم. فقد لا تأتي مرة أخرى». و«روبيو» مشجع قوي لحملة إدارة ترامب الممتدة منذ شهور لإحلال «جوايدو» محل حكومة الرئيس نيكولاس مادورو الاشتراكية. ومنذ أعلن «جوايدو» نفسه رئيساً انتقالياً للبلاد في يناير الماضي، شن زعيم المعارضة الشاب حملة استهدف بها تكاتف الشعب معه لانتزاع السلطة من إدارة مادورو.
وظهر «جوايدو» في مقطع مصور من داخل قاعدة عسكرية بكاراكاس في وقت مبكر من يوم الثلاثاء الماضي مع جنود بالزي العسكري إلى جانب زعيم المعارضة البارز ليوبولدو لوبيث، الذي من المفترض أنه خاضع للإقامة الجبرية. وهذه الخطوة الجريئة للغاية لقيت إشادة من نائب الرئيس «مايك بنس» ووزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي للبيت الأبيض «جون بولتون». وأكد هؤلاء المسؤولون الكبار من جديد دعم الولايات المتحدة لمساعي المعارضة للإطاحة بالرئيس مادورو. وكتب بومبيو على تويتر يقول «الديمقراطية لن تهزم!» ودعم الولايات المتحدة للانتقال الديمقراطي في فنزويلا يتناقض على نحو ما مع إدارة قللت من شأن دعم الديمقراطية.
لكن الإدارة، وفي مقدمتها بولتون، استثنت أميركا اللاتينية مؤكدة على أن الحكم الديمقراطي وليس الحكم الاشتراكي هو المعيار الإقليمي الذي ستدعمه الولايات المتحدة وتدافع عنه. ودعا بولتون كبار المسؤولين في حكومة مادورو ومن بينهم وزير دفاعه إلى التحرك «هذه الظهيرة أو هذا المساء كي تقف القوات العسكرية الأخرى إلى جانب الرئيس الانتقالي». ويرى بعض خبراء العلاقات الدولية أن العقوبات الأميركية والتحركات الأخرى التي استهدفت حكومة مادورو ليست موقفاً مؤيداً للديمقراطية بل تدل على عودة التنافس بين القوى العظمى حول العالم.
وهذا يعني أن الولايات المتحدة تدافع عن هيمنتها على فنائها الخلفي بالطريقة نفسها التي تتحرك بها روسيا لتأكيد نفوذها وسيطرتها على الجمهوريات السوفيتية المجاورة السابقة مثل أوكرانيا. فقد أدان وزير الخارجية الروسي يوم الثلاثاء تحرك جوايدو وقوى المعارضة بأنه محاولة «لإثارة صراع».
ومفتاح تحول الأحداث في الأيام المقبلة يتمثل في مستوى عمق دعم الجيش لتحرك جوايدو، وإذا لم يستطع السيطرة على القوات التي كانت تقف خلفه فإنه وحركة المعارضة سيبدوان كما لو أنهما يفتقران للمصداقية.
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»