تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، افتتحت الأسبوع الماضي أعمال الدورة الأولى من «ملتقى فخر» التي تنظمها المؤسسة الاتحادية للشباب، بالتعاون مع هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية. ومما لا شك فيه أن هذا التعاون يشكل نقلة نوعية في العمل المشترك، ويوفر تجربة شبابية متميزة، يمكن الانطلاق منها نحو آفاق المستقبل بما ينطوي عليه من فرص وتحديات، برؤية قيادتنا الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وعزيمة شبابنا المستعدين لصنع الإنجازات وخلق الفرص والحفاظ على مقدرات الوطن، مجسدين قيم ومبادئ دولتنا التي غرسها القائد والأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نفس كل إماراتي.
ويشكل «ملتقى فخر» إحدى ثمار «مبادرة فخر» التي بدورها تمثل إحدى مبادرات مجلس الإمارات للشباب بدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، ومبادرة فخر هي مبادرة وطنية وحملة مجتمعية يتشارك فيها الجميع من أجل خدمة الوطن، ليعبروا من خلالها عن الامتنان والتقدير لمنتسبي الخدمة الوطنية، وهي مبادرة شبابية تهدف إلى جعل الفخر بالتضحية والعطاء للوطن هوية للشباب الإماراتي.
ويحظى «ملتقى فخر» بأهمية كبيرة في ضوء الأهداف المنشودة، حيث إنه يهدف إلى الاحتفاء بالشباب ومنتسبي الخدمة الوطنية وإبراز دورهم بما يقدمونه من تضحيات من أجل الحفاظ على مكتسبات الوطن، كما يسعى إلى إعلاء قيم الولاء والانتماء لتصبح هوية الشباب الإماراتي ومصدر فخره، وتأكيد دور الشباب في صناعة مستقبل الأمة وصون مقدرات الوطن.
وتنبثق هذه الأهداف بوضوح من الرسالة النصية التي كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، قد أرسلها إلى خريجي الخدمة الوطنية في نوفمبر عام 2016، حيث قال سموه في رسالته: «أبنائي وبناتي منتسبي وخريجي الخدمة الوطنية فخر الإمارات، إن تفانيكم وإخلاصكم في خدمة وطنكم... محل فخرنا واعتزازنا.. قيادة دولة الإمارات وشعبها الوفي يرون فيكم الأمل والمستقبل، خدمة وطنكم فخر لكم ولأهلكم، وأنتم فخر لوطنكم».
ومما لا شك فيه أن هذا الملتقى يجسد حرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة على إبراز دور الشباب من منتسبي الخدمة الوطنية في الحفاظ على أمن الوطن وسلامته وثرواته الطبيعية، وهم الذين ضربوا أروع الأمثلة في البطولة والتضحية أمام كل أبناء الوطن، كما أنهم يمثلون مصدر إلهام للأجيال المقبلة، فالشباب هم رأس المال الأغلى للوطن وهم الحاضر وبناة المستقبل. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى ما قاله اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان، رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، في كلمته خلال فعاليات الملتقى، حيث أكد ضرورة أن يكون الشباب مصدراً للفخر والاعتزاز ليس لوالديهم وأسرهم فقط وإنما لقيادتهم ووطنهم، مضيفاً أن القيادة الرشيدة تريد التباهي بأبنائها وأن أسلوب النداء الذي ينادي به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، الشباب «يا عيال زايد»، «ليس نداءً عادياً، بل هو إعلان لتعزيز الثقة بأبنائه والتأكيد عليهم أن هناك أمراً مهماً يجب الإنصات له جيداً لأن فيه خيرهم ومصلحتهم».
وبالنظر إلى الأهمية الخاصة للترويج لما تنطوي عليه «مبادرة فخر» وما جسده «ملتقى فخر»، فإن وسائل الإعلام بأشكالها المختلفة، مدعوة في ظل الدور الكبير الذي تقوم به في العصر الحالي، إلى أن تقوم بدور كبير في إبراز التضحيات والمواقف المشهودة لمنتسبي الخدمة الوطنية، حيث إن هناك الكثير من القصص والحكايات التي يمكن أن تروى في هذا السياق، لكي تمثل نبراساً لمختلف الأجيال، وتكون في الوقت نفسه حافزاً لشباب الوطن في مختلف المجالات التي يعملون بها لتقديم أفضل ما لديهم، حيث إن الوطن بحاجة إلى طاقة الشباب في كل مواقع العمل.
*عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.