تظل دولة الإمارات النموذج الملهم للشباب العربي، بما تمثله من تجربة تنموية ناجحة تستهدف تحقيق السعادة والرضا العام لكل من يعيش على أرضها، وبما توفره من مظلة لتعايش ما يزيد على مئتي جنسية فيها بغض النظر عن الاختلافات فيما بينها فيما يتعلق بالثقافة والدين والعرق، وهذا ما أكدته نتائج استطلاع «أصداء بي سي دبليو- الشرق الأوسط» السنوي الحادي عشر لرأي الشباب العربي الذي صدر أول أمس في دبي، ويشمل 15 دولة عربية، حيث تصدّرت دولة الإمارات للعام الثامن على التوالي قائمة الدول المفضلة للعيش لدى الشباب العربي، كما تصدّرت قائمة الدول التي يرغبون لدولهم في أن تحذو حذوها، وينظرون إليها بوصفها نموذجاً يحتذى به للدول الأخرى.
أهمية هذا الاستطلاع لا تنبع فقط من أن دولة الإمارات تقدمت فيه على دول كبرى ولها باع طويل في مجالات التقدم والرقي مثل الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكندا وغيرها، أو أن الإمارات تحصل على المركز الأول، كبلد مفضل للإقامة لدى الشباب العربي، للمرة الثامنة على التوالي، وإنما أيضاً، وهذا هو الأهم، لأن الأمر يتعلق باستطلاع رأي شبان وشابات عرب ينتمون إلى الفئة العمرية بين 18 و24 عاماً في 15 دولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبنسبة توزع مناصفة بين الذكور والإناث، وهذه الفئة هي الأكثر حماسة للتغيير والمطالبة به، والأكثر اندماجاً في الحياة العصرية والتفاعل مع العالم الخارجي، كما أنها تعد الفئة الأكثر طموحاً وتطلعاً نحو المستقبل، فضلاً عن أنها الشريحة التي وقفت وراء حركات التغيير في أكثر من بلد عربي خلال السنوات الأخيرة، وحينما تنظر هذه الفئة إلى دولة الإمارات باعتبارها النموذج الذي تتمنى أن تحذو دولها حذوه في مجالات التنمية والتطور والتحديث وغيرها، فإن هذا يعد دليلاً دامغاً على أهمية النموذج التنموي لدولة الإمارات، والذي يستجيب لطموحات الشباب، ويتوافق مع تطلعاتهم.
إن إعجاب الشباب العربي بالنموذج الإماراتي في التنمية والتعايش والاستقرار، واختياره للدولة باعتبارها المكان المفضل للعيش والإقامة، لم يأتِ من فراغ، وإنما نتيجةً طبيعةً لتجربة ناجحة استثمرت في تمكين الشباب وأتاحت لهم فرص الرقي والتطور والمشاركة في مختلف مجالات العمل الوطني. لقد كانت دولة الإمارات سباقة دائماً في استثمار العنصر البشري، وخاصة الشباب، لأنهم صناع الحاضر وأمل المستقبل وعماد أي تقدم حقيقي، لذلك وضعتهم في بؤرة الاهتمام، وعلى رأس أولويات الخطط التنموية، وحرصت، ولا تزال، على استثمار إمكاناتهم وقدراتهم في البناء، فضلاً عن تعزيز قيم الانفتاح والوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش لديهم، وتشجيع انفتاحهم على العالم والتفاعل مع مستجداته، وفي الوقت نفسه الحفاظ على خصوصياتهم الثقافية والحضارية والدينية. هذا فضلاً عما تمتلكه دولة الإمارات من مقومات جاذبة للشباب العربي، سواء بالنسبة لما تتيحه من فرص عمل ورواتب مجزية، وما تتمتع به من مستويات عالية من السلامة والأمان، واحتضانها ما يزيد على مئتي جنسية يعيشون على أراضيها بكل محبة وسلام. ولهذا من الطبيعي أن ينظر الشباب العربي إلى الإمارات بصفتها دولة نموذجية، حيث يقول 42% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يريدون لبلدانهم أن تقتدي بها، متفوقة بذلك على أي بلد عربي أو أجنبي آخر، حيث حلت الولايات المتحدة واليابان في المرتبة الثانية بنسبة 20% لكل منهما، وكندا بنسبة 18%، في هذا الاستطلاع، الأمر الذي يؤكد بوضوح أن الإمارات باتت أرض الأمل والأحلام والتفاؤل بالنسبة للشباب العربي، وهذا ما عبّر عنه سونيل جون، مؤسس ورئيس «أصداء بي سي دبليو» -الشرق الأوسط، الذي اعتبر أن «المكانة المتنامية التي تحظى بها الإمارات لدى الشباب العربي تؤكد الرؤية السديدة للاستراتيجية التنموية والرؤية المستقبلية للقيادة الإماراتية، لاسيما في ظل نمو الصورة الإيجابية للإمارات بشكل مطرد خلال السنوات الثماني الماضية من الاستطلاع، ما يؤكد مكانتها كونها منارة حقيقية للأمل، ونموذجاً للدولة التي يطمح شباب المنطقة إلى العيش على أرضها».
*عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.