تنطلق خلال الفترة من الأربعاء 24 إلى الثلاثاء 30 أبريل 2019، الدورة الـ29 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يمثل تظاهرة ثقافية متجددة كل عام، وتجري فعاليات المعرض في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، الذي يحتضن 73 ألف متر مربع من مساحات المعرض الداخلية، موزعة على أكثر من 12 قاعة عرض، مع ردهة ضخمة ورواق.
ويشكل المعرض جزءاً من استراتيجية استهدفت تحويل إمارة أبوظبي إلى وجهة رئيسية في عالم النشر. وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قد أطلق المعرض لأول مرة عام 1981. وأقيمت الدورة الأولى له في المجمّع الثقافي قبل أن يتحول إلى مناسبة سنوية ثابتة عام 1993، قبل أن ينتقل إلى مكانه الحالي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وقد حقق المعرض على مدى الدورات الـ28 الماضية قفزات نوعية في مجال صناعة الكتاب وتشكيل منتدى ثقافي يجمع الناشر بالمؤلف، ويمد جسور التواصل والتلاقح الثقافي بين دور النشر العربية والعالمية، ويطرح النقاش المستجد حول الواقع الثقافي العربي والعالمي. ومما لا شك فيه أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب أصبح سوقاً مهمة في صناعة النشر في العالم العربي، وقد تحققت هذه الرؤية بتقدم كبير وبخطى ثابتة على مدى السنوات الماضية؛ في ظل الدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، لتطوير الحياة الثقافية في الدولة.
وتشهد دورة هذا العام من المعرض مشاركة أكثر من 1000 عارض من 50 دولة، سيعرضون أكثر من 500 ألف عنوان في مختلف العلوم والمعارف والآداب وبلغات متعددة، إضافة إلى أكثر من 80 فعالية ثقافية وترفيهية وتعليمية، واستضافة مجموعة مختارة من المؤلفين والأدباء والفنانين من مختلف دول العالم. والحاصل، أن تنامي أعداد زوار المعرض والمشاركين فيه يعكس المكانة الكبيرة التي بات يحتلها، كما يؤكد مدى التقدم الذي حققته إمارة أبوظبي في مجالَي صناعة النشر والمعارض وقدرتها على استقطاب الفعاليات العالمية الكبرى في مختلف القطاعات.
ولقد دأب المعرض، في ظل التطور الكبير الذي شهده، على استضافة أبرز دور النشر العربية والإقليمية والدولية، وإقامة الفعاليات والأنشطة بمشاركة هذه الدور، ما يسهم في تطوير قطاع النشر ويفتح المجال أمام الناشرين المحليين والعرب لآفاق جديدة واعدة. وفي هذا السياق، يضم معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2019 برامج أساسية تتناول مواضيع مختلفة على الصعيد الثقافي والمهني والمدرسي، حيث سيتناول وللمرة الأولى أنشطة متخصصة ومصممة خصيصاً للمدارس.
ولا شك في أن اختيار الهند التي تمثل قوة ثقافية وحضارية، كضيف شرف للدورة الحالية للمعرض، سيؤدي إلى إثراء فعالياته، حيث من المتوقع أن تستقطب مشاركة الهند أعداداً كبيرة من الزوار عبر مختلف الفعاليات والأنشطة التي تقام على امتداد فترة المعرض، ويستضيف الجناح الهندي في المعرض مؤلفين وكتّاباً وأدباء من الهند كسفراء لأدب بلادهم ذي التعددية الثقافية والثراء الأدبي والفني. كما توفر مشاركة الهند الفرصة أمام المستثمرين الراغبين في اكتشاف مزيد من الفرص التي يمكن الاستفادة منها، في ظل حرص مجموعات ودور النشر الهندية على الحضور في المشهد الثقافي الخليجي.
إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي استطاع أن يتقدم بخطى ثابتة، ليصبح واحداً من أهم معارض الكتاب على الصعيدين العربي والإقليمي، أصبح رافداً مهماً للغاية لدعم المكانة الثقافية لإمارة أبوظبي ولدولة الإمارات العربية المتحدة، كما نجح المعرض في أن يكون أداة لترسيخ ثقافة القراءة والاطلاع ورفع الوعي والمعرفة لدى جميع أفراد المجتمع، كما استطاع أن يعزز علاقة النشء والطلبة بالأنشطة الثقافية والإبداعية ليكونوا رجال الغد المزدهر.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية