وفقاً للبيانات الصادرة مؤخراً، فإن كندا، خلال الفترة بين 2015 و2017، تمكنت من خفض نسبة البطالة بها بنحو 20% على الأقل. وتم انتشال 825 ألف كندي على الأقل من الفقر خلال تلك السنوات، ليبلغ معدل الفقر في البلاد اليوم أدنى مستوياته في التاريخ. فكيف فعلت ذلك؟ أحد العوامل الرئيسية هو أن الكنديين نظموا مجتمعاتهم بطريقة مختلفة. كما تبنوا منهجية محددة لمحاربة الفقر.
قبل 15 عاما، أدركت مجموعة متباينة من الكنديين أن مشكلة معقدة مثل الفقر يمكن معالجتها فقط من خلال نهج شامل متعدد القطاعات. وأدركوا أن الفقر لن يقلّ عن خلال بعض الابتكار، على سبيل المثال برنامج ما رائع وجديد لم يفكر فيه أحد من قبل. الفقر يمكن معالجته بأنظمة أفضل تدعم بعضها البعض وقادرة على إحداث تغيير على مساوي السكان.
لذا فقد بدؤوا في بناء الهياكل على مستوى المدينة والمجتمع. وبدؤوا قبل 15 عاما بستة مدن فقط، لكنهم الآن لديهم 72 شبكة إقليمية تغطي 344 مدينة. وهم يبدؤون بجمع، على سبيل المثال، 100 شخص من مجتمع واحد، بعضهم يعيشون في فقر والباقي من رجال الأعمال والمنظمات غير الربحية والحكومة.
وهم يقضون عاماً في جمع المعلومات عن الفقر في منطقتهم، والتحدث مع المجتمع، ويطلقون نوعاً مختلفاً من المحادثة. أولاً، إنهم لا يريدون تحسين حالة الفقراء، إنهم يريدون تقليل عدد الفقراء. هذا يعني أن تركيزهم ليس على كيف نقدم طعاماً للأشخاص الفقراء حتى لا يتضورون جوعاً. إنهم يركزون على كيف نخرج الناس من حالة الفقر. ثانياً، إنهم يرفعون سقف طموحاتهم. كيف يمكن «القضاء» على الفقر تماماً؟ ثالثا، إنهم يوسعون رؤيتهم. كيف يبدو مجتمع نابض بالحياة يتم فيه تلبية الاحتياجات الأساسية للجميع.
وبعد عام، جاؤوا بخطة للمدينة، فالفقر يختلف من مدينة لأخرى، والأصول تختلف من مدينة لأخرى، لذا فإن كل مدينة لها خطة مختلفة.
وبحلول الوقت الذي تحولت فيه الحكومة الوطنية الكندية إلى العمل، كانت الدولة برمتها لديها قاعدة من المعرفة والخبرة. وكان العاملون في هذا المجال لديهم كم هائل من الاتصالات وشعور بما يجب القيام به. وكان أكبر تغييرين هما الجهود المبذولة في المدينة تلو الأخرى لرفع الحد الأدنى للأجور والتوسع في الاستحقاقات الوطنية للطفل، ما يضمن للأسرة الحصول على صافي 6500 دولار في السنة لكل طفل. يذكر أن كندا في الأساس لديها دخل مضمون للكبار والصغار.
*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»