تنظر دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وحكومة وشعباً، إلى المرأة الإماراتية على أنها أحد أهم الأركان الرئيسية الداعمة لمسيرة التنمية، واعتبارها النموذج الذي يحتذى به في الريادة والتميز، وذلك لما اكتسبته من حقوق وواجبات وضعتها جنباً إلى جنب مع الرجل في شتى الميادين والمواقع، مثبتةً نفسها في مجالات العمل العام والخاص، ومؤكدةً قدرتها على خوض التجارب والمهمات بتميز ونجاح.
وخلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، يوم الاثنين الماضي، في مجلس قصر البحر، المنتسبات إلى دورة الإطفاء التأسيسية النسائية الأولى، أعرب سموه عن فخره واعتزازه بما تحققه ابنة دولة الإمارات من إنجازات في مختلف المستويات، مؤكداً قدرتها على تحمل المسؤولية وتميزها في إظهار كفاءة عالية وقدرة على أداء المهام في مختلف مواقع العمل الوطني، حيث قال سموه: «إن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، جعلت تمكين المرأة وتعزيز دورها أولوية رئيسية ضمن رؤيتها الاستراتيجية من خلال تعزيز قدراتها وإمكاناتها العلمية والعملية حتى أصبحت شريكاً أصيلاً في مسيرة التنمية الوطنية ونهضة الوطن حاضره ومستقبله».
كما جاء استقبال وترحيب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، لوفد المشاركات في «برنامج تمكين المرأة العربية في مهام حفظ الأمن والسلام»، وهو الهادف إلى تطوير قدرات المرأة العربية للمشاركة في عمليات الأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام حول العالم، ليؤكد ثقة القيادة الرشيدة بقدرات المرأة عسكرياً وأمنياً خارج نطاق الوطن، حيث قال سموه إن «تعزيز قدرات ومهارات المرأة العربية في مجالات حفظ الأمن والسلام يسهم في إعداد كوادر نسائية عربية مؤهلة، قادرة على القيام بدور فاعل في خدمة شعوبهن وشعوب العالم، وحفظ أسس الأمن والسلام الإقليمي والدولي، وتحقيق السلم والتنمية فيهما».
إن سعي دولة الإمارات نحو تمكين المرأة في شتى المجالات، جاء بفضل توافر العديد من العوامل، كالتشريعات والسياسات والاستراتيجيات، التي تنظر إلى المرأة كعنصر فاعل في مسار البناء والتطوير، حيث تقدم القيادة الرشيدة كل الإمكانيات والتسهيلات الرامية إلى تمكينها في مختلف مجالات العمل الوطني، ويُنظر في هذا السياق إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة (أم الإمارات)، بوصفها رائدة دعم وتمكين المرأة الإماراتية، وخير دليل على ذلك اعتبار الـ28 من شهر أغسطس من كل عام، يوماً وطنياً للاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، سواء أكانت أم الشهيد التي قدمت أرواح أبنائها رخيصة لتراب الوطن، أو المرأة العسكرية التي تتفانى في خدمة وطنها، حاملةً همّ وطنها وشعبها على أكتافها.
إن تمكين المرأة الإماراتية والحديث عنه لا يعد حبراً على ورق، إنما هو واقع يُعاش يومياً على أرض دولة الإمارات، وخير مؤشر إلى ذلك معدلات مشاركة المرأة في القطاعات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، حيث نالت المرأة الإماراتية منصب رئاسة المجلس الوطني الاتحادي في الدولة، وتحتل 9 مناصب وزارية في مجلس الوزراء، وتشكل 66% من العاملين في القطاع الحكومي، وما نسبته 34% من العاملين بالقطاع الخاص، كما توجد المرأة الإماراتية في سلك القضاء والنيابة العامة والسلك الدبلوماسي، إضافة إلى أن عدد سيدات الأعمال الإماراتيات بلغ نحو 23 ألف سيدة، ويشغلن 15% من مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة في الدولة، فضلاً عن أن النساء في دولة الإمارات يشكلن 25% من القوى العاملة، إضافة إلى توجيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، برفع نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50% اعتباراً من الدورة المقبلة للمجلس 2019، ما يشير إلى الشأن الكبير الذي تحظى به المرأة الإماراتية في الوصول إلى كافة المراكز والمناصب، ومشاركتها إلى جانب شقيقها الرجل في مسيرة التنمية في البلاد بفاعلية وتأثير.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية