استشراف المستقبل ودعم عملية صنع القرار بالدراسات والبحوث العلمية وخدمة المجتمع مجالات ثلاثة لم يكن ليعرفها مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص والمجتمع الخليجي والعربي بشكل عام لولا مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الذي يكمل في الرابع عشر من الشهر الحالي عامه الخامس والعشرين. فقد جاء قرار تأسيس المركز بموجب قرار صاحب السمو الشيخ خليفة‏? ?بن? ?زايد? ?آل? ?نهيان، ?رئيس ال?دولة ، حفظه الله، ?حينما ?كان ?سموه ?يشغل ?منصب ?ولي ?عهد ?أبوظبي ?ونائب ?القائد ?الأعلى ?للقوات ?المسلحة. ?وخلال ?الخمس ?وعشرين ?عاماً ?الماضية ?تطور ?دور ?المركز ?جذرياً ?ليتبوأ ?المكانة ?الرفيعة ?والعالية ?بين ?أبرز ?مراكز ?الدراسات ?والبحوث ?على ?مستوى ?العالم، ?وبذلك ?تتحقق ?رؤية ?صاحب ?السمو ?الشيخ ?محمد ?بن ?زايد ?آل ?نهيان، ?ولي ?عهد ?أبوظبي ?نائب ?القائد ?الأعلى ?للقوات ?المسلحة، ?ورئيس ?مركز ?الإمارات ?للدراسات ?والبحوث ?الاستراتيجية ?الذي ?قال: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة تدرك أهمية البحث العلمي باعتباره وسيلة أساسية وضرورية لتحقيق النهضة والتقدم والتنمية المستدامة».
ولقد نجح مركز الإمارات منذ تأسيسه، بامتياز واقتدار، تحت قيادة سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز، في تحقيق رسالته التي تقوم على المحورين الاستراتيجيين: دعم عملية صنع القرار، وخدمة المجتمع. فمن خلال المحور الأول، تمكن المركز من دراسة القضايا التي تؤثر على الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وعرض تلك القضايا من خلال سيناريوهات استشراف المستقبل مما ساهم بصورة جذرية في عملية صنع القرار في الدولة. ومن أبرز أمثلة تلك القضايا أمن الخليج العربي والتهديد الإيراني، ومستقبل اليمن وتنويع القاعدة الاقتصادية، والتركيبة السكانية لدولة الإمارات والتعليم ودوره في تنمية المجتمع والعديد من القضايا الاستراتيجية الأخرى.
أما المحور الثاني، خدمة المجتمع، فالنجاحات فيه متعددة ومتميزة. فقد حدد مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية منذ قيامه المجالات العلمية التي يستطيع من خلالها المساهمة في تنمية مجتمع الإمارات، وهو بذلك قد احتل قصب السبق في تنظيم وعرض ومناقشة تلك المجالات من خلال الإصدارات العلمية والمؤتمرات العامة والتخصصية والمحاضرات والندوات وورش العمل. ولقد تجاوزت إصدارات المركز «1000» إصدار تتنوع بين الكتب والدوريات المحكمة، ولكن أبرزها النشرة اليومية، التي تحمل عنوان «أخبار الساعة»، والتي تجاوزت «6900» عدد، وهي الإصدار اليومي الأول من نوعه على مستوى الدولة والمنطقة، والتي تتناول أبرز القضايا على الساحة الخليجية والعربية والإقليمية والدولية بالعرض والتحليل بما لا يتجاوز (10) صفحات فقط. أضف إلى ذلك تنظيم المركز ما يزيد عن 650 محاضرة وعشرات الندوات وورش العمل والمؤتمرات العامة والتخصصية في الطاقة والتعليم، وجميعها تُلقي الضوء على القضايا والتحديات المعاصرة عربياً ودولياً حيث استضاف المركز نخبة من زعماء العالم والمفكرين والباحثين لعرض ومناقشة تلك القضايا في مناخ علمي رصين. ومن الضروري ذكر أن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية كان أول من عرض وناقش، من خلال أنشطة خدمة المجتمع، الخطر الإيراني على المنطقة ودور تكنولوجيا المعلومات في رسم مستقبل المجتمعات، وواقع وتحديات سوق الطاقة وقضايا استراتيجية أخرى، بل كان المركز أول مؤسسة بحثية عربية تقوم بتنظيم مؤتمر «أمن الخليج من منظور وطني» خارج منطقة الخليج العربي وتحديداً في المملكة المتحدة على أيدي فريق عمل وطني مما منح المركز مرتبة عالمية رفيعة.
ومن نجاح إلى نجاح، يسير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بثقة وتميز، مؤكداً ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات استشراف المستقبل، ودعم عملية اتخاذ القرار وخدمة المجتمع مما يضيف لإنجازات الدولة بُعدا‏ً? ?حضارياً? ?يضعها? ?في? ?مصاف? ?دول? ?العالم? ?المتقدمة، ?والتي? ?تتخذ? ?من? ?الدراسات? ?والبحوث? ?العلمية? ?أساساً ?للتنمية? ?والتقدم.?
*باحث إماراتي