إذا كان عام 2017 هو العام الذي اجتهد فيه المراقبون الأجانب للسياسة الأميركية لتحديد أين تتجه البلاد، فإن عام 2018 هو العام الذي توصلوا فيه لنتيجة: إنها لا تسير في الاتجاه الصحيح. ولعله اعتقاد يساور كثيرين في العالم حيال بلدانهم أيضاً. لكن خلال العام الأول لترامب في منصبه، بدأ التأييد العالمي للقيادة الأميركية في التراجع، حيث رأى 38% الولايات المتحدة كتهديد، مقابل 33% رأوا روسيا كتهديد. إلا أن نسبة الأشخاص الذين يعتبرون الآن أن الولايات المتحدة تشكل تهديداً قد تضاعف خلال نصف عقد.
وقد يكون الارتفاع المفاجئ في النسبة التي تنظر إلى أميركا كتهديد رئيسي محتمل في بلدان أخرى، نتيجة لعوامل مختلفة، أبرزها سياسات ترامب. فحروبه التجارية والانتقادات التي يوجهها ضد الحلفاء التقليديين.. كل ذلك أزعجت شركاء الولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم، حيث أصبحت «القوة والنفوذ الأميركيان»، كما أوضحت دراسة لمركز بيو، مرتبطين بترامب نفسه.
ولا تزال نسبة التأييد مرتفعة في الدول التي لديها دوائر انتخابية محافظة كبيرة، مثل بولندا والمجر، إضافة لإسرائيل، حيث حظي ترامب بالثناء بعد قراره نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وفي أميركا اللاتينية، أدت سياسات ترامب المتشددة في مجال الهجرة وإصراره على بناء جدار حدودي مع المكسيك، إلى تزايد النظرة السلبية. وفي البلدان الثلاثة التي شملتها دراسة «بيو» في أميركا اللاتينية (وهي البرازيل والأرجنتين والمكسيك) قال أكثر من 50% إن الولايات المتحدة تشكل تهديداً كبيراً.
ويأتي مسح «بيو» بينما يتابع ترامب وعوده بسحب القوات الأميركية من سوريا (وجزئياً من أفغانستان)، مبتعداً عن الصراعات الدولية، رغم تحذيرات الحلفاء من أن الوقت ليس مناسباً.
قد لا تحظى روسيا والصين بشعبية كبيرة في بعض الأماكن، ولكن العداء والتشكك تجاه الولايات المتحدة متوزع في معظم أنحاء العالم.

*مدير مكتب «واشنطن بوست» في برلين
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»