هل «الديمقراطيون» معرضون لخطر يكمن في مواصلة السير نحو «اليسار»؟ لا شك في أن الحزب تغير منذ انتخاب دونالد ترامب رئيساً وتغير بشكل جذري إلى حد كبير. فقد كتب الصحفي «بيتر بينارت» في مجلة «ذي اتلانتيك» قائلاً: «الديمقراطيون لا يغيرون فحسب خطابهم بل يتبنون سياسات الحكومة الكبيرة التي كانت مرفوضة باعتبارها يوتوبية أو غير مسؤولة قبل عام أو عامين». ويشير «بينارت» إلى أنه حتى عام 2016، أعلنت هيلاري كلينتون أن نظاماً موحداً للرعاية الصحية يموله جانب واحد «لن يجري إقراره أبداً». أما الآن، فمعظم الطامحين إلى سباق 2020 يدعمون فكرة الرعاية الطبية للجميع.
ويدعمون أيضاً فرض ضرائب أعلى على الأثرياء ومنهجاً واسع النطاق للتصدي لتغير المناخ مثل ما يعرف باسم «صفقة جديدة خضراء» ويتحدثون جدياً عن أمور مثل مجانية رسوم التعليم. ويدافع ليبراليون عن هذه السياسات بالإشارة إلى أن عدداً كبيراً من استطلاعات الرأي العام، تشير إلى أن الغالبية تدعمها. وكتب «بول والدمان» في «واشنطن بوست» عن ما أسماه بـ(الأفكار الاشتراكية البلهاء التي يقترحها «ديمقراطيون» هي أمور يعتقد الأميركيون أنها جديرة بالاعتبار تماماً). لكن بعض الأشخاص قلقون من أن يخلق تحول الحزب يساراً تحديات سياسية للمشرعين «الديمقراطيين» من الولايات والمناطق الأكثر اعتدالاً الذين كان عدد كبير منهم محورياً في استعادة «الديمقراطيين» السيطرة على مجلس النواب في نوفمبر الماضي.
وحسب «جو مانتشن» السيناتور «الديمقراطي» عن ولاية «ويست فيرجينيا» أن هذا «سيجعل الأمور أصعب في المناطق الأكثر ريفية مثل منطقتي». وهذا قد يفتح أيضاً ثغرة أمام الرئيس ترامب كي يستعيد تأييد بعض الناخبين المترددين الذين لم يعودوا يؤيدونه، والذين من الضروري الحصول على تأييدهم إذا أراد الفوز بفترة رئاسية ثانية. ومن المثير للاهتمام أن بيانات شركة «جالوب» لاستطلاعات الرأي توضح أن 50% من «الديمقراطيين» يرون أنهم ليبراليون لكن 54% منهم يقولون إنهم يريدون أن يصبح حزبهم «أكثر اعتدالا». وهذا على خلاف «الجمهوريين»، الذين أعلن 57% منهم أنهم يريدون أن يصبح حزبهم «أكثر محافظة».
هذا التناقض يوحي أن الناخبين «الديمقراطيين» أكثر اهتماماً بالفوز في الوقت الحالي من إلزام مرشحهم النهائي بمعايير أيديولوجية معينة. وحين يتعلق الأمر باختيار المرشح الرئاسي، سيكون لدى الناخبين «الديمقراطيين» على الأرجح هدف جامع وهو إلحاق الهزيمة بترامب.
ليز مارلانتيس
صحفية أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»