كثير من «الديمقراطيين» الذين أعلنوا نيتهم الترشح لانتخابات الرئاسة الأميركية وسيخوضون المعركة بالفعل اتخذوا مواقف مدروسة جديرة بالإعجاب بشأن قضايا مختلفة على مرّ السنين، وتجنّبوا التحزّب الأعمى والتعصب الأيديولوجي. والآن يدفعون ثمن ذلك!
فالنائب السابق «بيتو أوروركي» من ولاية تكساس تعرض لانتقادات شديدة بسبب تجاوزه للموقف الحزبي بتصويته لصالح قانون متعلق بالهجرة اعترض عليه «الديمقراطيون». وتعرض أيضاً «أوروركي» للانتقاد بسبب رفضه تأييد مرشح «ديمقراطي» على حساب «صديقه الجمهوري المعتدل ويل هارد» من ولاية تكساس، على رغم أنه قال بالفعل «إن المرشح الديمقراطي سيكون عضواً جيداً في الكونجرس إذا ما تم انتخابه».
أما السيناتورة «كريستين جيليبراند» من ولاية نيويورك فقد ساعدت على طرد زميلها السابق «آل فرانكين» من المنصب إثر اتهامه من قبل بعض النساء بالتعدي عليهن. وكانت خطوة ملائمة من جانبها، خصوصاً أن «فرانكين» رفض تقديم إجابة صريحة بشأن الاتهامات.
لكن بسبب موقفها، قال كبير المتبرعين التقدمي «جورج سوروس» إن «جيليبراند» هي المرشحة المحتملة الوحيدة التي لم ترغب في النجاح بسبب موقفها. وليس وحده هو من شعر بذلك، إذ أشار موقع «بوليتكو» إلى أن كبار المتبرعين في أنحاء الولايات المتحدة غاضبون منها.
وهل تتذكرون عندما أغلق «الديمقراطيون» الحكومة في نهاية العام الماضي لحمل الرئيس ترامب على منح وضع قانوني للمهاجرين غير الشرعيين الذين جاؤوا إلى الولايات المتحدة وهم قصّر؟ فربما تأمل السيناتور «آمي كلوبشار» ألا يتذكر الناخبون في المنافسات التمهيدية ذلك، لأنها ساعدت على إنهاء ذلك الإغلاق الحكومي. ولذا، اتهمها بعض النشطاء في الحزب «الديمقراطي» بالخيانة.
ويبدو أن تشجيع إصلاحات التعليم وتأييد «الجمهوريين» في بعض المواقف، وإبقاء الحكومة مفتوحة، والحفاظ على معايير أخلاقية، والدفاع عن التسامح الديني أصبحت نقاطاً سوداء في المنافسات التمهيدية للفوز بترشيح الحزب «الديمقراطي» في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2020.
وما يبدو أنه سيساعد المرشحين «الديمقراطيين» في هذه المنافسات هو تأييد خيالات جناح اليسار مثل «عهد بيئي جديد» والانغماس في الـ«ديماغوجية» بشأن الضرائب. وشعار المنافسات «الديمقراطية» حتى الآن هو أنه لن يمرّ أي عمل جيد بلا عقاب.
*كاتب أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»