نشرت صحيفة «واشنطن بوست» أن «جاريد كوشنر» الذي يمازحه الرئيس دونالد ترامب بانه يميل لليسار دعا إلى صفقة بشأن الهجرة ولديه يقين أنه يستطيع التوصل عن طريق التفاوض إلى صفقة كبيرة في الأسابيع القليلة المقبلة بحسب أشخاص مطلعين على المناقشات. وقد يتم التوصل إلى «صفقة كبيرة» كانت صعبة المنال على الكونجرس لعقد من الزمن لكن انقسام الكونجرس هو ما يجعلها ممكنة. ومربط الفرس لكل حزب هو أن يقر بأن أنصاره يمثلون قاعدة متحمسة وهامشا كثير الانتقادات ومتطرفين يستحقون اللوم. والمتطرفون الذين يستحقون اللوم هؤلاء يسيطرون غالبا على مواقع التواصل الاجتماعي ويجب عدم الاهتمام بهم.

أما الهامش فيمثل نسبة 10% تعرقل كل تقدم إذا أوكل إليه الكثير جداً من السلطة. أما القاعدة، فعلى العكس، منها يبدأ النجاح في الانتخابات وعندها ينتهي. ولذا يتعين على الرئيس دونالد ترامب والجمهوريين في الكونجرس التوصل إلى «صفقة كبيرة» تحافظ على قاعدة الحزب الجمهوري حتى إذا تخلوا عن الهامش. وهذا ليس صعبا للغاية في قضية الهجرة. فكل ما تريده القاعدة بالفعل هو إقامة سياج طويل وقوي، وعقوبات صارمة على أصحاب العمل الذين يوظفون مهاجرين غير شرعيين، وفترة زمنية طويلة بين تقنين أوضاع المهاجرين غير الشرعيين والأهلية للحصول على الجنسية، ربما تمتد 18 عاماً، وإنهاء لـ «الهجرة المتسلسلة». وكل هذا يتعلق بالمهاجرين غير الشرعيين أما المهاجرون الشرعيون فهم يواجهون قواعد مختلفة. وظل الهامش يدعي على مدار عقد أن القاعدة تطالب بأكثر مما ذكرناه، مثل الترحيل أو فرض قيود أشد على الهجرة الشرعية. والهامش سيصرخ محتجا بأن أي تفاوض يقوم به «كوشنر» نيابة عن الرئيس يمثل «عفوا». لكن دعهم يصرخون، فصراخهم لا أساس له. فليس من العفو في شيء تقنين أوضاع الأشخاص الموجودين في البلاد ودخلوا دون وجه حق لينضموا إلى أفراد من أسرهم، وليس من العفو في شيء أيضاً مرور المهاجرين غير الشرعيين بطريق طويلة حتى يبلغوا مكانة المواطنة أو الترحيل إذا ارتكبوا جريمة عنف. وعلاوة على هذا لا يمتلك الهامش سلطة ليبرم صفقة. فهم يمثلون شريحة صغيرة من القاعدة ولا يمكنهم الحكم لأنهم لا يستطيعون الإقناع ولا يمكنهم التوصل إلى حل وسط.
لكننا نريد حلاً وسطا. فقد أشار «الجمهوري» كيفين مكارثي زعيم الأقلية في مجلس النواب في الأيام القليلة الماضية إلى أن «الديمقراطيين» لم يقدموا أي شيء أثناء إغلاق الحكومة. ولذا يجب أن يبدأ التفاوض من خلال تقديم «الديمقراطيين» لمقترحات قد تساهم في التوصل إلى صفقة كبيرة. ويجب على كوشنر والحزب «الجمهوري» في الكونجرس أن يطلبوا من «الديمقراطيين» تقديم قائمة بما يتمنونه في صيغة مشروع قانون ويبلغونهم أن «الجمهوريين» سيردون عليهم بمقترحات مقابلة وهكذا. ومن المتوقع أن نحتاج إلى مخصص مالي كبير وسلطة تشريعية لدعم جهود تمتد سنوات طويلة لبناء مئات الأميال من السياج الضروري. وفي المقابل، يمكننا الحصول على سبيل المثال، على تقنين وضع كل شخص في البلاد دخل البلاد بشكل غير قانوني قبل عام 2019.

ويتعين أن ينتهي العمل من السياج أو يكون على وشك النهاية حتى يؤدي إلى عملية تقنين أوضاع المهاجرين غير الشرعيين. وهذا لأن إقامة سياج من طبقتين على المناطق التي يمكن عبورها في الحدود الجنوبية لن يمنع عمل عصابات المخدرات أو يمنع تهريب البشر، لكنه سيقلص بشكل كبير هذه الأمراض. وسيمثل تعبيرا مرئيا لحزم قومي جماعي للسيطرة على الحدود. ويمثل مظهرا من مظاهر الجدية في قضية الأمن أمام قاعدة الحزب الجمهوري. ويجب تفويض المقاطعات للقيام بعملية معالجة وضعية كل الملايين العشرة من المهاجرين غير الشرعيين الموجودين في البلاد. ويجب أن يكون تقنين حالة المهاجرين غير الشرعيين عملية سريعة على غرار ما كانت تقوم به اللجان القديمة لاختيار المجندين ويجب أن تديرها لجان من مواطنين محليين راجحي الأحكام.

لكن أيرفض «الديمقراطيون» صفقة مثل هذه؟ أتسمح بها قاعدتهم؟ أيرفض المرشحون الرئاسيون المحتملون مثل هذا النهج السخي، الرحيم والمعقول؟ على أي حال، إذا لم يتم التوصل إلى صفقة، فقد يصبح صدور إعلان طوارئ من الرئيس هو الوسيلة الوحيدة. والظروف مثالية للتوصل إلى صفقة كبيرة. ودعنا نأمل أن تحمل إلينا الأسابيع الثلاثة المقبلة صفقة. وإذا لم تظهر صفقة يتعين علينا أن نرى عروضاً مكتوبة تم إعدادها. فمن حق الجمهور أن يعرف من المسؤول عن المأزق التالي إذا حدث.
*صحفي ومؤلف كتاب «الطريق الرابع: دليل المحافظين لأغلبية دائمة للحزب الجمهوري».
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»