الإنترنت يوسع نطاق الكلام المقبول، لكن هناك قضية سياسية مازالت بمنأى عن الإباحة، وهي فتح حدود أميركا للراغبين في الهجرة. لنتخيل تغييراً جذرياً في موقفنا تجاه الأجانب من الريبة إلى الملاقاة بالأحضان الدافئة. هناك حجة أخلاقية واقتصادية واستراتيجية وثقافية واضحة ومفحمة لفتح الحدود ولدينا فرصة للدفع بها.
وهذا سيمثل تغييراً في السياسات العتيقة للعصر الحديث التي يتفق فيها كلا الحزبين على الحكمة المفترضة من «أمن الحدود» وافتراض أنه يتعين الخوف من المهاجرين. وهذه الحكمة العتيقة تربكني باعتباري من المهاجرين. فقد جاءت أسرتي إلى الولايات المتحدة من بلدنا الأصلي جنوب أفريقيا نهاية ثمانينيات القرن الماضي. وبعد المرور بسلسلة من العراقيل القانونية الكثيرة والمحيرة والمكلفة، أصبحنا مواطنين عام 2000. ومن الواضح أن الحصول على الجنسية الأميركية نعمة. فمن خلال إنقاذي من مجتمع يتعرض فيه أصحاب البشرة الداكنة مثلي للقمع، أعطتني أميركا فرصة للحرية. لكن لماذا استحققت أنا هذه الفرصة بينما مُنع منها كثيرون آخرون في بلادي؟
ورغم أن الحدود الأميركية كانت مفتوحة في جانب كبير من تاريخ البلاد، لكن القيود على الهجرة أصبحت راسخة في الثقافة السياسية لدرجة جعلت أي حديث عن تخفيفها يثير الغضب. والناس قلقون من أن تأتي الجريمة بصحبة الهجرة رغم أن البيانات الإحصائية تظهر أن المهاجرين ليسوا أكثر خطورة من سكان البلاد الأصليين.
اقتصادياً واستراتيجياً لا تمثل الحدود المفتوحة خطة جيدة فحسب، بل هي الفرصة الوحيدة المتاحة لنا. وهذا لأن عدداً كبيراً من سكان أميركا يتقدم في العمر مع ثبات نسبي في عدد السكان. ولدينا الكثير من الأرض لنأوي فيها الكثير من البشر في ظل افتقارنا بشكل متزايد للعمال. وعالمياً، نواجه عملاقين هما الهند والصين لديهما مليارات البشر، فكيف يمكننا منافستهما؟
إن الحل يتمثل في النهج الذي اتبعناه من قبل، وهو دعوة أكثر الناس إبداعاً وحماساً لبلادنا.

فارهاد مانجو
صحفي وكاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»