الحلول السياسية لن تصمد لما بعد يناير ما لم نضع أهدافاً قابلة للتحقق ونشرك الآخرين معنا ليساعدونا في التنفيذ وننمي عادات جديدة. لقد بدأت وسائل الإعلام من التيار الرئيسي تمتنع عن تقديم تغطية حية للمؤتمرات الصحفية للبيت الأبيض، وعلى باقي وسائل الإعلام مسايرتها ما لم تكن مؤهلة لتفنيد ونقد سلسلة المزاعم التي تبثها سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض. فما تقوله المتحدثة ليس أنباء وليس من باب تقديم الخدمة أن نعطيها منصة لتكرر عليها المغالطات. وإذا كان هناك شيء إخباري في كلام المتحدثة، فيمكن إذاعة مقتطفات منه في وقت لاحق.
ويتعين على الصحفيين مقاومة الإغراء بالتصريح بمن هو المرشح «الجاد» و«القادر على الصمود» قبل عام من بدء التصويت في أي انتخابات تمهيدية. ومع الأخذ في الاعتبار تجربة عام 2016، فمن الضروري تخصيص وقت أكبر للبحث والكتابة عن خلفيات المرشحين وخبراتهم، ووقت أقل عن الاجتماعات الحاشدة الخالية من المحتوى.
أما السياسيون الديمقراطيون، فعليهم رفض إغراء التحرك بشدة نحو اليسار حتى لا يفقدوا ثقة الناخبين. وفي الكونجرس، يعني هذا أنه على مجلس النواب ذي الغالبية الديمقراطية ألا يسعى لإقرار أكثر التشريعات تطرفاً، بل السعي لإقرار القرارات الأكثر معقولية وتمتعاً بشعبية أوسع. وبهذا يمكنهم محاصرة الجمهوريين في مجلس الشيوخ وإظهار أنهم- وليس الجمهوريون- القادرون على الحكم الرشيد.
وبالنسبة للجمهوريين في الكونجرس، فقد حان وقت الواقعية السياسية، وهذا يعني ليس فقط قبول مواقف ترامب، وعدم تشويه المحقق الخاص، وعدم إثارة الهوس بشأن الحدود، أو الدفاع التلقائي عن سلوك ترامب.. بل يتعين عليهم القيام بعملهم باعتبارهم الفرع الأول من الحكومة بإقرار التشريعات ذات التأييد الشعبي وألا ينتظروا الحصول على تصريح من ترامب لمشروعات القوانين التي يطرحونها.
وأخيراً يتعين على الناخبين تحمل مسؤوليتهم كمواطنين. وإذا أيدوا مرشحين غير ملائمين وغير محنكين، فسيحصلون على الحكومة التي يستحقونها.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»