تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة مسيرتها التنموية بخطى حثيثة نحو المستقبل، متسلحة لذلك بكل ما تتطلبه شروط التميز والنجاح في هذا المجال، ولهذا نجد أن السياسات العامة للدولة تتبنى استراتيجية واضحة للنهوض بالعلم، وذلك من خلال وضع مناهج تعليمية تركز على تدريس العلوم في المراحل المبكرة للطفل، وتوفير كل الوسائل التي تحتاجها المؤسسات التعليمية للرقي بتدريس المواد العلمية، كالمختبرات العلمية وتحسين أداء مدرّسي المواد العلمية وتحفيز الطلاب على النجاح بتميز في مجال التخصصات العلمية التي تحتاجها الدولة لمواصلة مسيرتها العلمية.
فيما تحرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة على مواكبة كل التطورات العلمية بتنظيمها للمؤتمرات والورش التي تتناول آخر ما وصلت إليه المعارف في العالم، كما عملت خلال السنوات القليلة الماضية على توفير كل الإمكانيات المادية للتأسيس لبنية تحتية علمية داخل الدولة، كما رصدت العديد من الجوائز التشجيعية للعلماء، فاستطاعت بذلك إنشاء مدن ومجمعات علمية متكاملة تتلخص مهمتها في متابعة آخر المستجدات في مجال العلوم ومواكبة الابتكارات التي تسهل حياة الإنسان.
لقد استطاعت دولة الإمارات خلال ظرف وجيز أن تنتقل من مرحلة البلد المستهلك لما ينتجه العلم إلى مستوى الدولة المساهمة في إنتاج العلوم والمعارف الحديثة، فقدمت للعالم مجموعة من العلماء الشباب الذين استطاعوا أن يبتكروا ويطورا ويستشرفوا، كما تمكن هؤلاء من تقديم ابتكارات واختراعات علمية تضاف إلى المنتج العلمي اليوم.
إن بلداً استطاع في فترة وجيرة أن يقطع خطوات جبارة على طريق العلم، ولا يزال يسير على منهج الابتكار، خليق بأن يكون منبراً للعلماء ومكاناً مناسباً لتكريمهم مقابل إنجازاتهم للبشرية، ولذا فإن تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لنخبة من العلماء أصحاب الإنجازات المتميزة يدخل في إطار الرسالة العلمية التي ترغب دولة الإمارات في إرسالها إلى العالم.
فقد كرم سموه أكثر من 200 عالم ترشحوا لميدالية «محمد بن راشد للتميز العلمي» وذلك مقابل إنجازاتهم العلمية لهذا العام، مؤكداً سموه أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تركز على دعم الكفاءات العلمية وتوظيف الموارد وحشد الطاقات الوطنية وتطوير خبراتها في القطاعات الحيوية كافة، وتعمل على بناء جيل من علماء المستقبل لتعزيز مسيرتها الريادية في سباق العلوم المتقدمة، وتوظيف أحدث ما توصل إليه العقل البشري في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا، بما يحقق الأهداف الوطنية لرؤية الإمارات 2021، ومئوية الإمارات 2071.
كما جدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، التزام دولة الإمارات بمواصلة الجهود لتوظيف العلوم والبحث العلمي في خدمة البشرية، ووجه سموه أيضاً بتعزيز البحوث العلمية والتركيز على القطاعات الحيوية التي تشكل عاملاً مهماً في صناعة المستقبل وريادته، وعلى رأسها قطاع الصحة.
ويأتي تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للعلماء في إطار سياسة شاملة تعتمدها دولة الإمارات بوجه عام لتشجيع المتفوقين في مجال العلوم، من العلماء والطلاب والباحثين، وهي خطوة تعزز مستوى التطور العلمي في الدولة من خلال تشجيع الطلاب والمجتمع على إنتاج المعرفة العلمية من جهة، ونشر الثقافة العلمية والتفكير العلمي لدى أفراد المجتمع من جهة أخرى. وباتباع هذه السياسة ستحقق دولة الإمارات خلال العقود القليلة المقبلة طفرات نوعية في مجال الابتكارات العلمية الرائدة، لتنضم بذلك إلى دائرة الدول المستقطبة للباحثين عن التميز في هذا المجال.
 
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية