بدلاً من إغلاق الحكومة الفيدرالية الأميركية، لماذا لا يتفق الرئيس والكونجرس على تخصيص الخمسة مليارات دولار التي يريدها لبناء الجدار الحدودي وفي الوقت ذاته منح وضع قانوني وفتح طريق اكتساب الجنسية أمام «الحالمين»؟ ففي بداية العام الجاري، اقترح الرئيس دونالد ترامب قانوناً للهجرة. ومن بين كثير من المقترحات الأخرى، يفتح ذلك القانون الباب أمام تجنيس ما يصل إلى 1.7 مليون شخص هم «الحالمون»:من جاؤوا إلى الولايات المتحدة أطفالاً أحضرهم آباؤهم قبل عام 2007، ومن تعلموا في أميركا وتخرجوا من المدارس الثانوية أو لا يزالون في المدارس الأميركية، ومن لم تتم إدانتهم أبداً في أية جناية أو جنحة كبيرة.
وفي معظم استطلاعات الرأي، يؤكد نحو 85 في المئة من الأميركيين اعتقادهم بأن هؤلاء «الحالمين» ينبغي السماح لهم بالبقاء والدراسة والعمل في الولايات المتحدة. وعلى رغم من أن الناخبين لا يرغبون في مكافئة من جاؤوا إلى أميركا بصورة غير قانونية، لكن «الحالمين» أُحضروا إلى هناك عندما كانت أعمارهم تناهز 6 أعوام في المتوسط. ونحن لا نعاقب الناس في هذه الدولة على أفعال قاموا بها عندما كانت أعمارهم ستة أعوام. ولا يحب الناخبون كذلك أن نفعل معروفاً بمهاجرين جاؤوا إلى هناك، ثم ارتكبوا جرائم، و«الحالمون» لم يفعلوا ذلك.
وأحدنا يعتقد أن الخمسة مليارات دولار التي يريدها الرئيس لبناء الجدار هي أموال ستنفق في محلها، والآخر ليس كذلك، لكننا نفترض أن «الحالمين» لن يكلفوا الحكومة الأميركية أي شيء. ولن يجعلهم الحصول على وضع قانون مستحقين لأي شيء سوى امتيازات فيدرالية ضئيلة فـ«الطريق للحصول على الجنسية» الذي أشرنا إلينا يستغرق عادة عشرة أعوام، كما أن الضرائب التي يدفعونها نتيجة عملهم تعوض قدراً كبيراً من هذه الامتيازات.
ومنح «الحالمين» هذه الفرصة سيكون جيداً لهم بالتأكيد، وسيكون عظيماً للدولة. وعلى مدار سنوات، أظهر «الطلاب الحالمون» الذين نعرفهم دافعاً للتفوق. فهناك برنامج منح دراسية شارك في تأسيسه أحدنا يضم 3400 طالب في المرحلة الجامعية. وقد أظهر «الحالمون» اجتهاداً كبيراً، فكان متوسط معدلات درجاتهم أعلى من نظرائهم.
وفي عام 2001، طرح عضوا مجلس الشيوخ «الديمقراطي» «ريتشارد دوربين»، و«الجمهوري» «أورين هاتش» «قانون الحلم» للمرة الأولى. وأعاق الكونجرس تمريره مراراً وتكراراً. وكانت قيادة الحزب «الجمهوري» في مجلس النواب متأهبة لطرح القانون للتصويت من أجل منح «الحالمين» وضعاً قانونياً في عام 2013، لكنهم أحجموا عن ذلك عندما خسر «إريك كانتور» النائب «الجمهوري» المنافسات التمهيدية وتعرض للوم بسبب موقفه من الهجرة.
ولم يكن التوقيت ملائماً في السابق لتقديم المساعدة لـ«الحالمين»، على رغم من وجود تأييد شعبي ساحق لفعل ذلك. لذا، دعونا نفعل ذلك الآن. وسواء أكنت تؤيد توفير المال لبناء الجدار، أو تعتبره إهداراً، فالجميع يدرك أنه قضية ذات أهمية كبيرة للرئيس ترامب، وهو يبرهن أنه مستعد للدفاع عنه. فلماذا لا يستفيد الكونجرس من أفضل فرصة تحين منذ سنوات لفتح الباب أمام «الحالمين»؟
ويمكننا عندئذ أن نحظى بأمن حدودي ومستقبل أكثر إنسانية لأولئك الشباب. ولا يتطلب الأمر سوى توافق من قادة الحزبين.. إنه الوقت الملائم!
 دونالد جراهام: مؤسس صندوق المنح الدراسية لـ«الحالمين»
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»