أثناء الحرب الباردة، كان هناك أفراد من اليسار الأميركي يرفضون اعتبار الاتحاد السوفييتي عدواً، رغم الأدلة الكثيرة على تجسس السوفييت على الولايات المتحدة وامتلاكهم ترسانة نووية موجهة إليها. ولم يقدم هؤلاء دليلا موثوقاً به، بل أكدوا أن الخطر السوفييتي برمته وهم!
والآن هناك شيء مماثل في الجدل حول تغير المناخ؛ فقد أصبح إنكار تغير المناخ ضرورياً لانتماء المرء للجناح اليميني. فعلى أي أساس ينكر هؤلاء تغير المناخ؟ إن الرئيس دونالد ترامب يقول إنه يعلم الكثير في العلوم، لذا صدقوه بدلا من كل العلماء الذين يعملون لصالح الحكومة الاتحادية! ويجد آخرون ملاذاً في الأوهام التي تشكك في تغير المناخ أو مدى حدة المشكلة، مستندين على شخصيات هامشية بلا خبرة في الموضوع. وأصحاب الدراية الأفضل في الحزب أو من يرون أن إنكار تغير المناخ غير عقلاني، مستعدون لمسايرة الجمهور على حساب تعرض البلاد والكوكب للخطر.
وفي كلتا الحالتين، في الحرب الباردة وفي الجدل بشأن الاحتباس الحراري، هيمنت الأيديولوجيا على الواقع التجريبي. والمعارضون لإنفاق أي وقت أو مال في أي من المشكلتين تمنّوا انتفاء المشكلة بدلا من مناقشتها على أساس سلامة النوايا.
وقد أظهر استطلاع للرأي لشبكة «إن. بي. سي» و«وول ستريت جورنال» أن الأميركيين الذين يعتقدون وجود مبررات كافية للتحرك لمعالجة ظاهرة تغير المناخ، ارتفعت نسبتهم إلى 66% صعوداً من 51% قبل عقدين من الزمن. «لكن أغلبية تشكل 56% من الحزب الجمهوري تقول إن القلق بشأن تغير المناخ غير مؤكد أو أنه من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث قبل العمل».
وفي مرحلة ما، ربما في عام 2020، سيبدأ المرشحون الديمقراطيون خوض الانتخابات على أساس نتيجة معقولة للغاية، وهي أن منكري تغير المناخ يمثلون تهديداً لراحة الأميركيين وأمنهم ويسرهم الاقتصادي. وقد يلجأ الواقعيون ممن يقرون بتغير المناخ إلى شرح الحقائق المقبولة على نطاق واسع ليضعوا منكري تغير المناخ في موقف يتعين عليهم فيه الدفاع عن موقف غير عقلاني بالمرة.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»