عبرت «ريتشل كلاينفيلد»، الباحثة البارزة في مؤسسة «كارنيجي» للسلام، عن قلقها من انهيار الحزب «الجمهوري»، «فبدلاً من أن يكون جماعة للأيدولوجية المحافظة التي يحتاجها أي نظام ديمقراطي لتمثل هذه الآراء وسط جموع المواطنين، فقد أصبح جماعة يقتصر اهتمامها فيما يبدو ببساطة في السعي للحصول على السلطة ومحاولة تقليص الديمقراطية إلى الحصول على السلطة». لكن برغم كل هذه الأمور المثيرة للقلق، هناك أسباب عدة تثير التفاؤل لدى من خاضوا معارك سياسية وقانونية ضد جهود تقويض المؤسسات والأعراف الديمقراطية.
أولا: ترامب يخسر أكثر مما يكسب. فقد خسر السيطرة على مجلس النواب بفارق كبير، وأُجبر على إعادة الصحفي «جيمس أكوستا» إلى البيت الأبيض. ويستبشر «أيان باسين»، مدير جماعة «حماية الديمقراطية» التي شنت حرباً قانونية شديدة ضد السلوك غير الدستوري لترامب، خيراً بالخسائر التي مُني بها ترامب. ويؤكد باسين أن «شعبيته في مستوى منخفض تاريخياً، والشعب الأميركي رفض سياساته بشكل كاسح في انتخابات التجديد النصفي. وبرغم محاولاته إفساد وزارة العدل وحكم القانون، استمرت التحقيقات في عالم ترامب وما زالت تكشف مخالفات جنائية».
ثانيا: تقوم المحاكم ووزارة العدل بعمل مثير للإعجاب في تنفيذ القانون والدستور مثل وقوفها إلى جانب أكوستا وتوجيه الاتهام لمساعدي ترامب والحصول على اعترافات منهم بارتكاب مخالفات والتصدي لهجوم ترامب ضد «مدن الملاذ الآمن» و«قانون تأجيل اتخاذ إجراء ضد الوافدين الأطفال».
ثالثا: انتبهت أغلبية كبيرة من الأميركيين وأصبحوا يدركون أن ترامب لا يقول الحقيقة ورأوا ضرورة انتقال السيطرة على مجلس النواب إلى الحزب المعارض. وشارك الأميركيون بأعداد تاريخية في انتخابات التجديد النصفي. وذكرت كلاينفيلد أنها شعرت بالثقة لما شهدته من «الكمية الهائلة للطاقة المدنية التي تسري في ديمقراطيتنا ومن العدد غير المسبوق من الأشخاص الجدد الذين خاضوا السباق على مناصب»، ومن ظهور منظمات جديدة تدافع عن الممارسات الديمقراطية ومن المحادثات النشطة التي سمعتها في المقاهي عن العمل الأساسي لديمقراطيتنا.
وأخيراً: للكونجرس الذي كان الغائب الحاضر في معركة الدفاع عن أعراف ومؤسسات الديمقراطية الآن دور حيوي في المراقبة والتحقيق والتشريع. ويتبنى «الديمقراطيون»، على الأقل في الوقت الحالي، نبرة مسؤولة واهتماماً بإصلاح الأخلاقيات. ويوحي رد الفعل المبتهج تجاه احتمال وجود رئيس لمجلس النواب مستعد لأن يواجه ترامب ويخبره أنه لا يقول الحقيقة بأن مناورات ترامب لم تنطل على الجمهور. وباختصار، وكما يصف باسين، من جماعة «حماية الديمقراطية، تعرضت الديمقراطية الأميركية لاختبار قاسٍ في عام 2018 مثل منزل كان في مهب إعصار شديد» فاهتزت الجدران وارتجفت النوافذ لكن البناء صمد.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»