تهتم دولة الإمارات العربية المتحدة بتعميق روح الإبداع لدى الأطفال وتنمية معارفهم ومهاراتهم، والحرص على تجنيد إمكاناتهم، اعتماداً على تعزيز مهاراتهم في الثقافة والفنون، وجعل هذين الحقلين مدخلاً جذاباً لتأصيل مبادئ الهوية الوطنية، وغرس روح الولاء والانتماء في نفوسهم، وربطهم بموروث الدولة الأصيل وجذورها التاريخية، وبما ينسجم مع المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه تنمية الإبداع لدى الأطفال والطفولة.
لقد أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة، أهمية رعاية وتنمية مواهب الطفولة، حيث عبّرت الملحمة الاستعراضية «أسطورة الأب»، ومن خلال ثماني لوحات فنية، عن محاكاة لانتقال نور العلم عبر الأزمان في الدولة، أثناء مراحل تأسيسها وتطورها، على مختلف الصعد، قام بتأديتها نحو 250 طالباً وطالبة، في استعراض شائق لتراث الدولة وثقافتها العربية والإسلامية الغنية بالقيم والمعاني، أكدوا من خلالها أهمية الأدب والفن في التمسك بالهوية الوطنية لترسيخ روح المواطنة في قلوب ونفوس بنات وأبناء الوطن.
لقد جاءت هذه الملحمة، استلهاماً لرؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في المحافظة على التقاليد والموروث الثقافي والهوية الوطنية من جهة، والدمج مع الثقافات الأخرى في الموسيقى والفنون والإبداع من جهة أخرى، مقدماً، رحمه الله، الدعم للأطفال في مجالات العلوم والثقافة والفنون، بوصفهم الأجيال التي يتم الرهان عليها في بناء مستقبل معرفي وحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، يقوم على تأسيس مواطنين عالميين، منهجهم العمل بروح جماعية وتشاركية، تسعى إلى مواصلة تحقيق الخير للبشرية جمعاء.
إن دولة الإمارات، وفي مسار موازٍ لبناء جيل متعلّم، تعمل على تعزيز روح الإبداع والموهبة لدى طلبتها في الثقافة والفنون والمسرح، مبتغاها في ذلك تنويع مواهبهم وتعزيز اطلاعهم على الثقافات والحضارات المختلفة، وذلك من أجل النهوض بمستوياتهم الثقافية والفنية الإبداعية، من دون أن يتم النظر إلى ذلك كحالة من الترف الفكري، إنما كضرورة وجزء أصيل من العملية التربوية والتعليمية في مدارس الدولة، فالطفل وكما قالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات): «هو الثروة الحقيقية للوطن، وتوليه الدولة وقيادتها الحكيمة كل اهتمام ورعاية»، مؤكدةً أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، «كان دائماً يرعى الأطفال، وينظر إليهم نظرة الواثق، ويأمل بأن يكونوا عدة المستقبل، فلذلك حثّ على الاهتمام بهم وتوفير كل مقومات الحياة لهم». إن الجملة التي قالها الشيخ زايد، طيب الله ثراه: «الآن أعلم أني ربحت»، عندما كان يجلس بين طلبة المدارس داخل الدولة أو المبعوثين خارجها، تؤكد إصراره، رحمه الله، على الاهتمام بفلذات الأكباد، باعتبارهم الثروة التي يجب تنميتها لحصد ثمارها في الغد، والحرص على غرس مقومات الهوية، ودعائم الشخصية الوطنية فيهم، الأمر الذي حدا بالقيادة الحكيمة للعمل على توفير كل ما من شأنه الارتقاء بهم، وتنشئتهم بصورة تضمن خلق أجيال متسلحة بالعلم والثقافة، ما يوجب تحفيزهم وفتح آفاق المعرفة والتعلم أمامهم، وتأمين مستلزماتهم الفكرية والحياتية المتنوعة، واعتماد مجموعة من المبادرات والأنشطة والبرامج المسرحية والسينمائية والثقافية المتنوعة في مراحلهم التربوية والتعليمية كافة.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية