تأتي استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لبطولة كأس العالم للأندية 2018 في إطار ما باتت تتمتع به الدولة من أهمية على المستويين الإقليمي والعالمي، وهي أهمية جعلت أنظار العالم تتجه إليها في أكثر من مناسبة، فبالإضافة إلى تنظيمها العديد من الفعاليات والنشاطات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية -التي حظيت بحضور واسع لقيادات دول العالم، ورواده ومبدعيه- تأتي اليوم استضافتها لبطولة كأس العالم للأندية 2018 التي انطلقت الأربعاء 12 ديسمبر الجاري، لتؤكد محوريتها في تنظيم واستضافة ورعاية الفعاليات التي تحظى باهتمام عالمي واسع.
فالبطولة الدولية للأندية التي تستمر إلى الـ 22 من الشهر الجاري، تشارك فيها سبعة أندية تمثل أبطال قارات العالم الست، إضافة إلى نادي العين الإماراتي ممثل البلد المضيف، حيث تتنافس هذه الأندية في مباريات تقام على ملعبَي هزاع بن زايد، ومدينة زايد الرياضية، وذلك ضمن منافسات شائقة لأفضل مستويات المهارة والإبداع الكروي على مستوى العالم، خاصة في ظل مشاركة أندية كبيرة مثل ريال مدريد الإسباني، وشيفاز جوادالاخارا المكسيكي، وكاشيما أنتلرز الياباني، والترجي الرياضي التونسي، وعملاقي الكرة الأرجنتينية بوكا جونيورز وريفر بليت.
من هنا يمكن القول إن نسخة البطولة الحالية تعد واحدة من أقوى البطولات في تاريخ كأس العالم للأندية، وفرصة استثنائية لعشاق كرة القدم باستقطابها لأقوى الأندية العالمية وجماهيرها ضمن كرنفال كروي يمتد أحد عشر يوماً، ستسلط خلاله الأضواء على قيم الصداقة والنزاهة والاحترام والروح الرياضية التي تتفرد بها كرة القدم في العالم.
وما يميز البطولة الدولية للأندية التي تقام حالياً في دولة الإمارات أنها تنطوي على مجموعة واسعة ومتنوعة من الفعاليات والتجارب الموازية التي يحسب نجاحها للجهات المنظمة بدولة الإمارات، كتوفير أكثر من خيار لعشاق المأكولات المتنوعة، وتوفير خدمة المواصلات المؤمنة إلى ملاعب البطولة ومتابعة نشاطات الفرق المشجعة للفرق المشاركة من مختلف الدول، وتقديم أروع التجارب الثقافية وأسلوب الحياة الفاخر، مثل إتاحة الفرصة للراغبين في زيارة متحف اللوفر - أبوظبي، وجامع الشيخ زايد الكبير، وصرح «زايد المؤسس»، وغير ذلك من المواقع الثقافية الاستثنائية. هذا فضلاً عن إتاحة الفرصة للمشجعين للاستمتاع بأجواء المغامرات التي تتيحها زيارة جزيرة ياس، كحلبة ياس مارينا وملعب الجولف المصمم لإقامة البطولات.
إن دور دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه البطولة لا يختصر على استضافتها لها وحسب، وإنما تعتبر إحدى الدول المتنافسة بفرقها الرياضية التي حققت إنجازات كبيرة على المستوى المحلي والإقليمي، ولهذا فإن نادي العين الذي يعد واحداً من أشهر وأقوى الأندية في دولة الإمارات، قد حمل راية الكرة الإماراتية في البطولة بصفته ممثل الدولة المضيفة، خاصة أنه النادي المتوج في الموسم الماضي ببطولة دوري الخليج العربي وكأس رئيس الدولة. محققاً بذلك نجاحاً كبيراً زاد من نسبة مشجعيه على المستوى المحلي، كما استطاع بفضل تألقه الكروي الطويل أن يستقطب العديد من المشجعين من مختلف البلدان الأخرى، وهو ما يجعل البطولة فرصة للجماهير العاشقة لمتابعيه للاحتفال معه بهذه المناسبة خلال مباريات بطولة كأس العالم الحالية للأندية.
إن احتضان دولة الإمارات العربية لمثل هذه الفعاليات يعكس من جهة أخرى مستوى نجاحها على المستوى الرياضي، سواء تعلق الأمر بتنظيمها للفعاليات أو توافرها على بنية تحتية رياضية مميزة تسمح لها بتنظيم كل النشاطات الدولية، وهو ما يعكس في النهاية مستوى الجهود الكبيرة التي بذلت في هذا المجال، وأهمية السياسات المتبعة عموماً في سبيل النهوض بواقع الرياضة الإماراتية.
*عن نشرة "أخبار الساعة"  الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية