لا يكاد يخلو يوم من دون أن تقطع دولة الإمارات العربية المتحدة فيه خطوة على طريق التنمية والإنجاز، محققة بذلك ما عجزت عنه العديد من الدول التي سبقتها في التجربة السياسية والحضور في الهيئات الدولية، وهو ما يبرهن على أن معايير الإنجاز والنجاح لم تعد تقاس بعمر الدولة ولا بحجمها الجغرافي، وإنما بات حجم الحضور السياسي ومستوى التقدم الاقتصادي وقوة الحضور الدبلوماسي وسرعة تحقيق الأهداف هي المحك الأساسي لتقدم الدول وتمكنها من حجز مكانة متقدمة في العالم.
ومن خلال تتبع مستوى النجاحات التي تحققها دولة الإمارات اليوم، يتضح لنا مدى استجابتها للتحديات الراهنة بكل مرونة، فبالإضافة إلى ما حققته في التقدم الاقتصادي والزيادة المطردة لمؤشر التنمية، وسرعة إنجاز الأعمال وتحسن مستوى الجودة والتنافسية وحركية السوق وانفتاح سوق العمل وتحطيم الرقم القياسي في المشاريع القومية، يأتي اليوم دور القوة الناعمة الإماراتية مواكباً لتلك التطورات. وفضلاً عن دور الثقافة في جلب انتباه العالم إلى دولة الإمارات، تأتي قوة دبلوماسيتها لتكمل صورتها الإيجابية لدى العالم الخارجي، ومن ثم انعكس ذلك جلياً من خلال زيادة قوة جواز السفر الإماراتي الذي بات اليوم يتصدر المركز الأول عالمياً من خلال تمكينه لحامله من دخول 167 دولة في العالم.
ولأن هذا النجاح لم يكن ليمر من دون رعاية ودعم كاملين من قيادة الدولة، أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، بجهود فريق عمل «مبادرة تعزيز قوة جواز السفر الإماراتي» بوزارة الخارجية والتعاون الدولي. كما أعرب سموه خلال استقباله الفريق بالدور المهم الذي اضطلع به من أجل تعزيز قوة الجواز الإماراتي وإيصاله إلى المرتبة الأولى عالمياً، معرباً عن فخره وسعادته بالنجاح المتواصل الذي تحققه الدبلوماسية الوطنية بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في ترسيخ مكانة الدولة إقليمياً وعالمياً.
ومما يعطي هذا الإنجاز دلالة أقوى، كونه جاء بالتزامن مع «عام زايد» ووسط فرحة الاحتفالات باليوم الوطني الـ 47 لتأسيس اتحاد الإمارات، ومن ثم فإنه يجسد في الوقت نفسه الصورة الحضارية لدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ويعكس ما تحظى به من احترام وتقدير وثقة على الصعيدين الإقليمي والدولي. تلك الثقة وذلك الاحترام هما المحدد الأساسي لقوة أي جواز سفر في العالم، ولذا، فإن دولة الإمارات تمكنت من نيل احترام وثقة أغلب دول العالم، أما أسباب ذلك فتعود إلى العديد من العوامل: أولها، قوة نفوذ دولة الإمارات العربية المتحدة وتأثيرها الإيجابي في الساحتين الدولية والإقليمية، وهي قوة تقاس بالتوجهات السياسية التي تتسم بالحكمة والاتزان والعمل من أجل السلام والأمن والاستقرار والتنمية في العالم، إضافة إلى مبادراتها الإنسانية الرائدة في العالم وتميز شعبها بالوسطية والاعتدال والانفتاح على ثقافات العالم وحضاراته المختلفة. وثانيها، تصدر الجنسية الإماراتية قائمة أقوى الجنسيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقاً لمؤشر «هينلي وشركاؤه» لجودة الجنسية 2017، حيث بلغت الزيادة في قيمة جنسية الإمارات 9.5% بين عامي 2013 و2017. وثالثها، كفاءة الدبلوماسية الإماراتية في الاستجابة للمعايير المطلوبة للحصول على تأشيرات الدول الأخرى، وهو ما يعني قدرتها على التحرك الفاعل للتواصل وإطلاقها المبادرات التي من شأنها تقوية وتعزيز مكانة جواز السفر الإماراتي، وهو ما نجحت فيه بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية بإطلاقها «مبادرة تعزيز قوة الجواز الإماراتي» لوضعه ضمن قائمة أقوى جوازات سفر في العالم، انسجاماً مع «رؤية الإمارات 2021».
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية