عندما نتفاخر بأننا دولة متقدّمة وحضارية بخدمات سبع نجوم، وبيئة عيش مثالية، وركائز ثابتة لدولة الرفاهية، فإننا لا نتحدث من فراغ، بل لدينا الحجج والبراهين التي لا تدع مجالاً للشك في أن هذا الوطن هو حالة خاصة بين الأمم لما تحقق في 47 سنة فقط، وهو زمن قياسيّ لنقارع به الأمم التي سبقتنا بقرون طويلة ونتفوق عليها، ونكتب التاريخ الذي يليق بجهودنا وعطائنا الذي أبهر العالم أجمع، لتبوء دولة الإمارات المرتبة الأولى في مؤشرات دولية، من بينها التسامح والأمن والأمان، نتيجة طبيعية لما تقوم به الدولة من جهود مثمرة، وأصبحت معها قدوة في التسامح والتنوع والاستقرار. دولة الإمارات استطاعت أن تحقق المرتبة الأولى عربياً والـ 34 عالمياً في تقرير التنمية البشرية 2018 والصادر عن الأمم المتحدة.
ووفقاً لتقرير «السعادة العالمي» لعام 2018 الصادر عن «معهد الأرض» بجامعة كولومبيا و«شبكة حلول التنمية المستدامة» التابعة للأمم المتحدة، فقد حققت دولة الإمارات نتائج متقدمة، وحلّت ضمن المراكز السبعة الأولى عالمياً على صعيد 19 من المؤشرات التي يعتمدها المسح العالمي الذي يجرى سنوياً لقياس مستويات رضا وسعادة الأفراد، فيما جاءت الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في 6 مؤشرات هي: مدى ملاءمة المدينة لإقامة الأفراد الوافدين من دول أخرى، ونسبة السكان البالغين الذين يعملون بدوام كامل، ومدى الرضا عن الجهود الحكومية لحماية البيئة، ومدى تمتّع الأفراد بصحة جيدة لأداء المهام اليومية، ومدى الرضا عن الشوارع والطرق السريعة، ومدى توافر الهاتف المحمول للمكالمات الشخصية.

ومن جهة أخرى، احتلّت الإمارات المركز الأول إقليمياً والسابع عالمياً في لائحة «مركز التنافسية العالمي» لهذه السنة ضمن أكثر الدول تنافسية في العالم، متقدمة للمرة الأولى على دول مثل: السويد والنرويج وكندا، وحافظت الإمارات وفقاً لتقرير «الكتاب السنوي للتنافسية العالمية» على صدارتها في المركز الأول عربياً في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2018، وكانت الدولة قد احتلت المركز الأول عالمياً في 50 مؤشراً وفق مؤشرات التنافسية العالمية لعام 2017 – 2018، وذلك في العديد من القطاعات الحيوية والمجتمعية والخدمية مثل: جودة القرارات الحكومية، وقدرة الحكومة على التكيّف مع المتغيرات، وفعالية الإنفاق الحكومي، وغياب أثر الضرائب على جاذبية الاستثمار، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتطوير وتطبيق التكنولوجيا، وجودة الطرق، وجودة البنية التحتية للسياحة، والتحول الرقمي في الشركات، وحقوق الملكية بين الجنسين، والتسامح مع الأجانب، وقلة مستوى الجرائم العنيفة، والأمن الإلكتروني.

كما حققت دولة الإمارات إنجازاً جديداً باحتلالها مكانة متقدمة في المؤشر العالمي للخدمات الإلكترونية (الذكية)، حيث احتلت المرتبة السادسة عالمياً، وحققت المركز الثاني في مؤشر جاهزية البنية التحتية للاتصالات (TII) على مستوى العالم، بحسب تقرير تنمية الحكومات الإلكترونية الصادر عن لجنة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية لعام 2018، ووفقاً للمؤشر العالمي للخدمات الذكية تحتل الإمارات المرتبة نفسها مع السويد، متقدمة على إسبانيا وكندا وألمانيا وهولندا وإستونيا والبرتغال وروسيا.
وفي هذا العام بالتحديد، أطلقت الإمارات قمرها الاصطناعي الأول الذي حمل اسم «خليفة سات»، من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان، والقمر تم تصميمه بالكامل بأيدٍ إماراتية، وتم تصنيعه في مركز محمد بن راشد للفضاء في إمارة دبي، ومن جانب ريادي آخر يحتل جواز السفر الإماراتي حالياً المركز الأول عالمياً، كما جاءت الإمارات في المركز الأول عالمياً في مؤشر «غياب تأثير الجريمة والعنف على الأعمال»، والمركز الثاني عالمياً في مؤشر «ثقة الشعب في القيادة»، والمركز الثالث عالمياً في مؤشر «قلة عبء الإجراءات الحكومية»، وهو ما يعكس نجاح استراتيجية القيادة الرشيدة، والخطوات الثابتة المتخذّة نحو تحقيق الأداء العالي والكفاءة في العمل الحكومي.

أما في محور البنية التحتية، فقد حازت الدولة المركز الأول عالمياً في مؤشر «جودة الطرق»، والمركز الثاني عالمياً في مؤشر «جودة البنية التحتية للمطارات ووسائل النقل الجوي»، كما جاءت في المركز الثالث عالمياً في مؤشر «جودة البنية التحتية للموانئ البحرية»، كما تصدّرت الإمارات المركز الأول إقليمياً والمركز الـ15 عالمياً في مؤشر «غياب الفساد الفرعي»، وحلّت في المركز الأول إقليمياً والمركز الـ12 عالمياً في مؤشر «النظام والأمن»، والمركز الأول إقليمياً والمركز الـ21 عالمياً في مؤشر «الإنفاذ التنظيمي»، وفي المركز الأول إقليمياً والمركز الـ25 عالمياً في مؤشر «العدالة المدنية»، وفي المركز الأول إقليمياً والمركز الـ14 عالمياً في مؤشر «العدالة الجنائية»، ولا سيما أن المراكز الأولى والمتقدمة التي تحتلها الدولة في جميع الميادين تحتاج إلى سلسلة مقالات لحصر تلك الإنجازات وتسليط الضوء عليها.
فالإمارات وصلت لما وصلت إليه من السؤدد والريادة بسواعد وعقول وهمة وعزيمة مواطنيها، في ظل قيادة مميزة تعمل على مدار الساعة، في تلاحم نادر مع الشعب لتأخذ بيده نحو القمة، وهو سر النجاح الأول والدائم، من دون أن ننسى ولو للحظة، كما ولن تنسى الأجيال القادمة من وضع الأساس المتين والقواعد السليمة، والرؤية المستقبلية الثاقبة لما وصلنا إليه اليوم وهو الوالد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما نجنيه اليوم ما هو إلاّ ترجمة لفكر ومنهج زايد في التنمية المستدامة للدول والشعوب، وستظل الدولة ممتنة إلى الأبد للسواعد الأولى التي بنت هذا الوطن من المؤسسين الأوائل، وللجهود التي بذلت، والدماء التي سالت، ليبقى الوطن شامخاً بشموخ التضحيات التي بذلت في الماضي والحاضر في وطن لا يقبل بغير المركز الأول.