ها قد حلَّ الْيَومُ الوطنيُ السابعُ والأربعون، ومنذ يومين كنّا قد خلّدنا يوم شهداء الإمارات، أولئك الذين سطروا أروع البطولات في ساحة الحرب دفاعاً عن الوطن ووقوفاً مع الشرعية اليمنية ضد ميليشيات الحوثيين الإيرانيين، ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة الشقيقة المملكة العربية السعودية. نرى قيمة شهداء الوطن وتضحياتهم تزداد رسوخاً لدى أبناء الإمارات، عندما يقف أعضاء المجلس الأعلى، حكام الإمارات، بإجلال وإكبار في «واحة الكرامة» لتمجيد الشهيد في يومه.
تذكر المصادر أن ما قدمته دولة الإمارات من تضحيات بشرية، مصحوبة بقوتها الجوية من صقور الإمارات، وتخطيطها البري وقوتها اللوجستية، كل ذلك أحدث «تغييراً في ميزان القوى»، وأظهر بأن الإمارات قوة يُحسب لها حسابها، بل أنها بالمصطلح العسكري أصبحت «القوة الضاربة» في المعادلة الإقليمية. كل ذلك في سياق تحكمه سياسة الدفاع عن النفس، أي السياسة السلمية التي يتسم بها السلوك الخارجي للإمارات. إنها رسالة موجهة لأولئك الذين يظنون أنهم قادرون على التحكم في مقدرات دوّل المنطقة ومد نفوذ وكلائهم فيها ونشر الإرهاب.
المواطنة الإيجابية تتحقق في كل يوم وطني يتجدد، ومعه نستذكر كل المحطات التي مررنا بها، لاسيما ونحن نحيي مئوية زايد، لنجد إرثه وننهل من موروثه: أقواله وإنجازاته وحكمته.. ما يؤكد نهجه السليم.
ومع كل يوم وطني يتجدد، يكبر فينا الأمل بالله، وبقيادتنا وشعبنا، ونحن نواصل المسيرة المباركة التي دشنها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آلِ نهيان، طيب الله ثراه، ويواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، ترسيخها في مرحلة التمكين، والتي قوامها بناء الإنسان والتوسع في تعمير الأرض وإعمارها.
وكل يوم وطني يتجدد، نجدد معه الوفاء والولاء لوطننا وقيادتنا وشعبنا، وتتجدد فينا العزيمة والإرادة، وتزداد المشاعر الوطنية وتتراكم. فخلال 47 عاماً تجاوزت المسيرة كل الصعاب والتحديات، وهي تزداد صلابةً وقوةً في رسوخها.
وفي كل يوم وطني يتجدد، نقيّم إنجازاتنا الوطنية، ويسأل كلٌ منا نفسه: ما الذي قدمه لهذا الوطن المعطاء؟
في اليوم الوطني نرى إرهاصات المستقبل المشرق وهي تتشكل أمام أعيننا، نراها في عيون أجيالنا وأطفالنا الصاعدة.. مناسبة تتجدد ونكبر معها، ثقافةً ومعارف وتطورات تقنية ورقياً في كل المجالات، مما يشهد عليه إطلاق «خليفة سات» من اليابان في الـ26 من أكتوبر الماضي.
في اليوم الوطني السابع والأربعين، وبممارستنا للمواطنة الإيجابية، نزداد إرادة وعزيمة، ونحن نستقوي بأعظم إنجاز نفخر به، ألا وهو التفاف الشعب حول قيادته في كل المواقف والأوقات. في كل يوم وطني، نكسب قيمة معنوية إضافية، لاسيما ونحن نواصل الاستثمار في الإنسان، كما نواصل البناء والتعمير في الأرض ونسقي الحرث وننشر السلام من حولنا.. أما العقول المصابة بالشوفينية (التعصب الأعمى) فتلجأ إلى إرهاب البشر ومعاداة جوارها الجغرافي.
ونسجل هنا، وبكل صدق، أن المواطَنة الإيجابية في حقيقتها تمثل استحقاقاً من الوطن على مواطنيه الذين يؤدون واجب حمايته وافتدائه.

*سفير سابق