تمر علينا هذه الأيام ذكرى اليوم الوطني السابع والأربعين، وهي ذكرى عزيزة وغالية على نفوس أهل الإمارات الذين يحتفون بها صغاراً وكباراً ذكوراً وإناثاً. هذا العام، الذي هو عام مئوية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته، مؤسس هذه الدولة وبانيها، يأتي اليوم الوطني ودولة الإمارات تعيش أزهى عصورها وتنعم بالخير والأمن والسلام والطمأنينة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وبهذه المناسبة السعيدة نرى أنه من المناسب الإشادة بما وصلت إليه البلاد من حس إنساني راق في تعاملها مع محيطها الخارجي بالذات بكافة أبعاده، فمنذ نشأة الدولة الاتحادية في الثاني من ديسمبر 1971، والحس الإنساني لأهل الإمارات قيادة وحكومة وشعباً يدعم توجهاتها الخارجية ويقف وراء الأدوار التي تمارسها على هذا الصعيد.
الملاحظ أن الأحداث التي مرت بالبلاد جعلت الإمارات تحقق نجاحات مبهرة على مستوى الشؤون الخارجية، ويسهم حسها الإنساني في دعم تلك المواقف عن طريق التركيز على الحفاظ على استقلال الوطن وسيادته وسلامة أراضيه وشعبه من كافة المخاطر المحدقة به، وعلى تحقيق النجاح على الصعيد الاقتصادي من توفير المداخيل المجزية للمواطن والمقيم على حد سواء، واستخدام عوائد النفط في تنمية الدولة والمجتمع بمعدلات مرتفعة، وعلى دعم التجارة الخارجية واستجلاب الاستثمارات الخارجية التي تشكل جزءاً مهماً من تنويع مداخيل البلاد.
لقد عملت الدولة على الابتعاد عن الاستقطابات العالمية الحادة والمحاور الأيديولوجية التي وضعت العديد من دول العالم ضمن محاور وتكتلات سياسية وعسكرية كان لها تأثيرها السلبي في جلب عدم الاستقرار إليها.
لقد أسهمت تلك التوجهات في تمكين الدولة من أداء أدوار مهمة، وفي تمكينها من تأسيس وبناء الأدوار التي تود أداءها في شؤون المنطقة والعالم، ومن حيث الإسهام في بناء سمعتها ومركزها المرموق. ورغم أن ذلك حاصل منذ البداية، إلا أنه مع تطور مسيرة الدولة أخذ الحس الإنساني يواكب ما يحدث من تقدم وتطور يعكسه بصورة واقعية وبراقة. ورغم أن الحس الإنساني للبلاد آخذ في التبلور، وفي أن يصبح أكثر حنكة وخبرة ودراية في تركيزه على أدوار الدولة الخارجية وعلاقاتها بكافة أمم الأرض وشعوبها.
يمر اليوم الوطني علينا في عام زايد الخير والسلام والحس الإنساني الخارجي للإمارات يُسهم في صقل الصورة المثالية لها، وفي إظهار الجوانب المشرقة لديها، بالإضافة إلى ما تسعى إليه للتوصل إلى وئام وسلام وانسجام مع الجميع. لذلك فإن دول الجوار الإقليمي تعمل على إعادة تعريف علاقاتها مع الإمارات بالنسبة لجميع القضايا المطروحة، وصارت دول الخليج العربي بالذات تنظر إلى الإمارات لكي تضطلع بأدوار قيادية رائدة، وتجعل من مواقفها وآرائها ووجهات نظرها تجاه كافة القضايا على أنها أمثلة يحتذى بها ويتم السير على نهجها، وهذا يعني أن للحس الإنساني الذي تتمتع به الإمارات وتبديه، دوره في توضيح أن الإمارات قد تجاوزت مرحلة أنماط أدوارها الخارجية التقليدية وأصبحت رائدة في هذا المجال، فهنيئاً لدولة الإمارات يومها الوطني، وأعاده الله عليها وعلى قيادتها وشعبها الوفي وهم جميعاً ينعمون بأثواب الخير والبركة.
حفظك الله يا بلادي وطناً نعتز ونفتخر به أرضاً وقيادة وشعباً.
*كاتب إماراتي