تابع المصريون بحفاوة وباهتمام بالغين وقائع احتفالية مئوية حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي أقامتها مؤسسة الأهرام يوم الأحد الماضي. جاءت الاحتفالية بمناسبة مرور مائة عام على مولد الشيخ زايد الذي ولد في عام 1918، ولتأمل آثاره العظيمة في ساحة السياسة العربية ولإبراز أياديه البيضاء على العلاقات المصرية الإماراتية والإشادة بدوره الرائد في تكوين وتأسيس أهم اتحاد عربي أثبت تماسكه وامتلاكه مقومات النجاح كافة، وهو الممثل اليوم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
لم يكن أمراً غريباً بل كان أمراً طبيعياً اهتمام كبار الرموز السياسية العليا للدولة المصرية بحضور الاحتفالية والمشاركة بحماس في إحياء ذكرى حكيم العرب وذكر مناقبه وخصاله الحميدة، حيث كان في مقدمتهم رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الخارجية سامح شكري.
إن هذه الاحتفالية من جانب أعرق مؤسسة صحفية في مصر والعالم العربي، هي احتفالية وفاء من الشعب المصري كله لهذا الزعيم العربي الذي ترك بصماته النابضة حتى اليوم في حياة العرب والمصريين، إن في الحرب أو في السلم. لقد جاءت كلمة الكاتب العروبي عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين المصريين ورئيس مجلس إدارة الأهرام، تعبيراً عن مشاعر الوفاء المصري للشيخ زايد، إذ أبرزت شواهد عقيدة العروبة الراسخة في وجدانه، والتي تجلت في تأسيس أول اتحاد فيدرالي عربي حقيقي ناجح وقوي، وفي إيمانه بأن مصر هي قلب العروبة النابض، وبأن قوة العرب تكمن في قوة مصر. لقد تجلت قدرات القيادة للشيخ زايد أثناء حرب 1973عندما أطلق مقولته الخالدة «وما النفط العربي بأغلى من الدم العربي»، معلناً قطع النفط بالكامل عن الولايات المتحدة وأي دولة تساند الاحتلال الإسرائيلي، مما شجّع الدول العربية الأخرى المصدرة للنفط على أن تحذو حذوه.
لقد أوضح سلامة أن مواقف الشيخ زايد العظيمة يصعب حصرها، الأمر الذي دفع مؤسسة الأهرام لكي تحتفي بمئويته وفاءً له في كل مواقفه على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية، وهي المواقف التي أسست لعلاقة نموذجية بين مصر والإمارات يزداد تألقها يوماً بعد آخر في ظل العلاقات المتميزة بين قيادتي البلدين.
لقد كان ختام كلمة رئيس مؤسسة الأهرام تعبيراً عن الاحتضان المصري لشركاء النجاح في دول الخليج العربية الشقيقة، عندما وجه التحية الخاصة إلى دولة الإمارات العربية حكومةً وشعباً وإلى المملكة العربية السعودية وقيادتها ومملكة البحرين وقيادتها وإلى كل الدول والشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، وهي تحية مستلهمة من الذكرى العطرة للشيخ زايد الذي استحق من الشعوب العربية جمعاء لقب حكيم العرب، والذي يستحق أيضاً لقب زعيم العروبة الذي استطاع توحيد المشاعر وتعبئة القوى لحماية كيان الأمة العربية.
وجاءت كلمة وزير الخارجية سامح شكري لتؤكد المعاني نفسها وتعزز إحساس المصريين بالوفاء لقائد عربي أعطى أمته بحكمة وإخلاص فاحتضنته وستحتضنه قلوب جماهيرها على مر الزمن في جميع أقطارها.
وأكد سفير دولة الإمارات بالقاهرة، سعادة جمعة مبارك الجنيبى، هذه المعاني السامية عندما قال إنه يشهد محبة المصريين للشيخ زايد في جميع ربوع مصر.
إن هذه الاحتفالية تؤكد أن أمتنا لا تغفل عن ذكر قادتها العظام مهما تقادم الزمن.