تتعاظم ذكرى يوم الشهيد كل عام، وتزداد قيمتها في قلوب أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، لأن أولئك الشهداء الأبطال قدَّموا لنا دروساً في التضحية، وبذلك اكتسبوا الخلود المستحق الذي يليق بتضحياتهم وشجاعتهم الاستثنائية. وسوف نبقى نردد أسماءَ شهدائنا في كل المناسبات الوطنية.
لقد قدمت لنا قوافل شهداء الإمارات نماذج مشرِّفة وخالدة في سجل التاريخ الإماراتي الحديث، منذ أن سقط أول شهيد إماراتي دفاعاً عن جزر الإمارات، وحتى آخر بطل استشهد من خيرة أبناء القوات المسلحة الإماراتية، وقدم روحه في معارك الفداء والتضحية لحماية أمننا القومي وتوجيه ضربات استباقية لمن يحاولون تهديد أمن الخليج العربي.
كما أن يوم الشهيد يحمل في جوهره رسالة وفاء وعرفان من شعب الإمارات لأبنائه المخلصين الذين ضحوا بأرواحهم في خدمة الوطن. ولن ننسى على مدى التاريخ أن أبطال قواتنا المسلحة قاموا ببطولات، وقدموا تضحيات مشهودا لها من قبل الجميع، ولا تزال شهادات المشاركين في قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن طازجة، وتحكي عن الكثير من المواقف البطولية النادرة للجنود الإماراتيين.
إن يوم الشهيد يتضمن كذلك تتويجاً لتطور جيش الإمارات الذي باشر مهمات وقائية لحماية الأمن القومي للمنطقة. وقبل ذلك كان لقواتنا المسلحة مساهمات دولية في أكثر من نقطة ساخنة على المستوى العالمي. وأثبت أبناء القوات المسلحة الإماراتية بسالتهم وشجاعتهم وإقدامهم في تنفيذ المهام الصعبة.
وإذا كانت الاحتفالات الرمزية بيوم الشهيد على المستوى الشعبي ترتكز على مبدأ إحياء الذكرى في القلوب والتذكير بها في وسائل الإعلام، فلابد من القول إن القيادة الحكيمة للإمارات لها الفضل الكبير في الوفاء للشهداء. والأرشيف الصحفي والإعلامي في الدولة يتضمن العديد من مشاهد التعاضد والمواساة والرعاية الاستثنائية التي توليها قيادة الإمارات لأسر وأبناء الشهداء الأبطال.
وكما تعودنا من قيادتنا الوفاء لكل من يضحي في سبيل الوطن، نحتفل بذكرى يوم الشهيد، ومع مرور هذه المناسبة كل عام تكتسب أبعاداً جديدة، وتتبلور مقترحات ومبادرات عملية تعود بأثر إيجابي على أسر الشهداء.
هناك مشاهد بطولية نادرة تكررت كثيراً من قبل عائلات الشهداء، من الآباء والأمهات الذين كانوا يتلقون أنباء استشهاد فلذات أكبادهم في ساحات الواجب ويتقبلون ذلك في سبيل الوطن. وهذا التلاحم الوطني من قبل أسر الشهداء يتوازى مع عظمة التضحيات التي قدمها أبطال الإمارات، وكانت أسرهم عند مستوى الحدث. ولدينا في الإمارات دائماً ثقةٌ بالقيادة الحكيمة وبالتآزر والتعاضد الذي يعتبر بوصلة اتحادنا القوي ورمز ولائنا للوطن والقيادة.
في يوم الشهيد أيضاً أصبحت لدينا قصص بطولات سوف يرويها الآباء والأجداد في المستقبل للأبناء والأحفاد، عن جنود الإمارات الذين لبّوا نداء الواجب وانطلقوا بهمة عالية لا تقهر. ومن علامات النصر والتفوق العسكري والمقدرة على مواجهة الأعداء أن مستوى الإقدام والتصدي لدى الجندي الإماراتي كان عالياً، ويشهد بذلك الجميع. كما أن المستوى التدريبي العالي لجيش الإمارات أدى إلى تعزيز الروح البطولية والمبادرة في التحرك الميداني وتحقيق انتصارات أثمرت تحرير مساحات كبيرة، بلغت كامل المحافظات الجنوبية والشرقية في اليمن. وبفضل اندفاع وتضحيات أبناء القوات المسلحة الإماراتية تحقق الردع لعملاء إيران في المنطقة.
ومن دلالات يوم الشهيد في الإمارات كذلك أن ثقافة الأجيال الإماراتية الشابة اكتسبت، بفضل الشهداء، أبعاداً جديدة حول الروح الوطنية المقترنة بالتضحية والفخر بالانتماء للجيش، ونلمس ذلك بوضوح من خلال التحاق شباب الإمارات بدفعات الخدمة الوطنية. ولا نملك في مناسبة يوم الشهيد سوى الترحم على أبطالنا والفخر بهم لأنهم قدموا لنا دروساً في الشجاعة، ولهم منا الوفاء.