تتكاتف جهود المؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة لأجل خدمة الإنسان، بتكثيف العمل على تحقيق سعادته وأمنه ورفاهيته، انطلاقاً من أن حماية الإنسان تعدّ المرتكز الأول نحو مسيرة البناء والنهضة والتنمية، حيث يقع على رأس الأولويات الاهتمام برعاية الطفل وحمايته من أي انتهاكات، الأمر الذي يتجسد في اعتماد العديد من البرامج والمبادرات والاستراتيجيات والتشريعات الناظمة لحماية الأطفال، والوصول بهم إلى حاضر ومستقبل آمنين، وضمان عدم تعرضهم لأي انتهاكات تسيء إلى إنسانيتهم.
ولأن دولة الإمارات لا تعزف على وتر حماية الأطفال ورعايتهم بمسار منفرد، فقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، أثناء استقبال سموه المشاركين في أعمال الدورة الأولى لـ«ملتقى تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي»، حرص الدولة وسعيها الدؤوب في دعم جهود ومبادرات حماية الأطفال من أشكال الجرائم والانتهاكات في مختلف مناطق العالم، عبر آليات وأطر عمل تحميهم من التحديات الاجتماعية والأمنية الأكثر إلحاحاً. وجاءت أعمال هذا الملتقى الذي افتتحه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بتنظيم من وزارة الداخلية، في الـ19 من نوفمبر الجاري، للخروج بنتائج فاعلة ونوعية، تعزز الجهود المشتركة لحماية المجتمعات، وخاصة الأطفال، من الجرائم الرقمية على اختلافها، والتصدي لمخاطر الشبكة العنكبوتية، التي تعدّ أحد أهم التحديات الاجتماعية التي تواجهها المجتمعات المعاصرة في كل مكان.
كما جاء حضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، على مصادقة قادة الأديان، على «بيان أبوظبي» الصادر عن الملتقى، مؤكداً، كما وصفته القيادات الدينية المشاركة، اعتباره منعطفاً مهماً في تعزيز العمل العالمي المشترك، لتحقيق الخير للبشرية جمعاء، وخاصة في مجالات حماية الأطفال، عبر الحفاظ على الطفل وبناء وتعزيز شخصيته، والتأثير بالمجتمعات، وبشكل مشترك، في سبيل تحقيق كرامة الأطفال وحمايتهم في العالم الرقمي.
إن كرامة الأطفال وصونها من أي تجاوزات، وخاصة في ظل التطور الرقمي والتكنولوجي الهائل، لا ينفصلان عن ضرورة تعاضد الشعوب والدول في سبيل تعزيز هذه القيمة ونشر بذورها الإنسانية حول العالم. ولأنه لا يمكن الفصل بين التقني والبشري في ذلك، فقد تعهدت القيادات الدينية في الملتقى بالتوحد من أجل وقاية الأطفال من التعرض للإساءة، والتأكيد أن التطور في أي مجال لا يبرر أي شكل أو نوع من الإساءة للطفل، ما يستوجب الحفاظ على كرامة الأطفال، وبما ينسجم مع ما كفلته جميع الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والأعراف الإنسانية، بحق الطفل في حياة آمنة وكريمة.
وضمن احتفال دولة الإمارات بيوم الطفل العالمي، الذي يصادف الـ20 من نوفمبر من كل عام، أشارت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، إلى أن طفل الإمارات يعدّ أسعد أطفال العالم، حيث لا تخلو مؤسسة أو وزارة أو أي جهة مجتمعية من خطة لرعاية الطفل والاهتمام به، مؤكدة سموها أن الطفل هو صانع المستقبل، ورجل الغد، وعلينا أن نعمل من أجل أن ينمو سليماً صحياً واجتماعياً وثقافياً.
إن اهتمام دولة الإمارات بحقوق الأطفال ورعايتهم وحمايتهم من أي انتهاكات أو أضرار، جعلها تؤسس للعمل على مبادرات محلية ودولية، لدعم المؤسسات والجهات المعنية بالطفولة، وخاصة على صعيد الشؤون الإنسانية والكوارث الطبيعية، حيث أشاد خيرت كابالاري، المدير الإقليمي لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، في دعم الأطفال والنساء في دولة الإمارات والعالم أجمع، مشيراً إلى ريادة الدولة في مجال الطفولة والإغاثة الإنسانية، بمبادرات تحسّن فرص بقائهم، وتنمّي مهاراتهم، وتسهم في تهيئة مناخ اجتماعي وثقافي، ينمّي لديهم روح الإبداع والتميز والابتكار، من دون تمييز.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.