تواكب دولة الإمارات العربية المتحدة التطورات كافة التي تدعم وتشجع وتطور قدرات فئات المجتمع، من الأسر والشباب وأصحاب الهمم، في مختلف المجالات، والعمل على خلق وعي لدى المؤسسات الحكومية والخاصة، باتجاه تبني مفاهيم المسؤولية المجتمعية، والذكاء المجتمعي، وطرح كل ما يحقق ذلك من مبادرات وموارد وإمكانيات، تساعد الفئات الاجتماعية، باختلافها على التطوير والإبداع، على الصعد المحلية والإقليمية والدولية.
مؤخراً، وبرئاسة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دائرة النقل، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس اللجنة العليا لـ«برنامج سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي»، تم إطلاق البرنامج بحلة جديدة، متضمناً الأهداف بصيغتها المطورة ورسالتها السامية، مشيراً سموه إلى الجهود الجبارة التي تبذلها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، في إطلاق المبادرات التي تعزز استقرار المجتمعات، وسعادة الأسر وتماسكها وسلامة أفرادها، وإطلاق العنان للمبدعين والمفكرين للانطلاق بأفكارهم وإبداعاتهم وإنجازاتهم في خدمة المجتمع، وفق نموذج فريد ورائد في خدمة الشعوب في كل مكان.
وجاء وضع الأطر الأساسية لتطوير برنامج «سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي»، وإطلاقه في حلته الجديدة استناداً إلى «نموذج ريادي لبناء مجتمع متميز مستدام»، تقوم رسالته على صناعة الفرق في المجتمعات المحلية والعالمية، عبر إبراز المتميزين والمبتكرين من الأفراد والمؤسسات، والاعتراف بإنجازاتهم التي تحقق السعادة والتقدم للأوطان وتعزز من الانتماء والولاء للمجتمعات، متضمناً مجموعة من الجوائز الموجهة للأسرة والأفراد والمؤسسات التي تقدم أو تدعم المشاريع الأسرية والمجتمعية، محلياً وإقليمياً وعالمياً، والتركيز على الذكاء المجتمعي، القائم على التفاعل مع القضايا المجتمعية، وتحويل تحدياتها إلى فرص للتغيير نحو مستقبل أفضل.
إن العمل على تطوير«برنامج سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للتميز والذكاء المجتمعي» جاء استجابة للمتغيرات التي تؤثر في البيئة المجتمعية، منطلقاً من استثمار جميع الإمكانات المتاحة، من أجل ابتكار الحلول المجتمعية التي ترتقي بجودة حياة المجتمعات ورفاهيتها بشكل فاعل، من خلال حثّ الطاقات على التنافس البنّاء، واكتشاف الإنجازات، ورعاية الموهوبين، وفق خطة عمل، أساسها النزاهة والريادة والابتكار والمسؤولية، ونشر الوعي بمبادئ الذكاء المجتمعي، عبر بناء شراكات توفر المرجعية والأسس المعيارية لقياس أثر الابتكار المجتمعي في المجتمعات.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة، تعمل وبكل ما أوتيت من طاقات وجهود، على اعتماد مبادرات ملهمة ورائدة، هدفها بقاء الدولة في دائرة الريادة، التي تتحقق من خلال استثمار القدرات الإبداعية الكامنة في الأفراد بشكل أمثل، وتحفيزهم على توليد الأفكار البناءة في كل ما يحقق التميز، في ظل توافر طاقات ومواهب، تمتلك الدافعية والإرادة في تحقيق الطموحات والرؤى، وتعزز من الحلول التي تسهم في إرساء بيئة اجتماعية مستقرة بمشاركة جميع أفراد المجتمع في البناء بإبداع وابتكار، في تشييد صروح التنمية، وتعزيز فاعلية الأفراد المنتجين والمعطائين في بناء المجتمعات.
إن التوليفة التي تقوم عليها السياسات والاستراتيجيات المجتمعية في دولة الإمارات، تكشف عن رؤية القيادة الرشيدة في الحرص على استقرار وتنمية الأسرة والمجتمعات، آخذة بعين الاعتبار أهمية بناء وتطوير الفرص الحقيقية للموهوبين الشباب، لكي يتمكنوا من الارتقاء بطموحاتهم وقدراتهم وفق المُبتغى، وذلك كامتداد للأسس التي بناها الأب المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الدعم والرعاية والاهتمام بثروة الدولة البشرية، سائراً على خطاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في تطوير المجتمع والنهوض به، انطلاقاً من حشد الطاقات القادرة على تشكيل المستقبل الواعد والمشرق، انطلاقاً من فكر وثقافة التنمية المستدامة، وتأصيل قيم التعاطف والإيجابية والعمل التطوعي، وبما يقود إلى بناء أسر متلاحمة، تشكل النواة لمجتمع متآلف ومتماسك ومتسامح.

 *عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.