يمتد منجم «أولمبيك دام» العملاق بمنطقة «أوتباك» في أستراليا على امتداد 450 كيلومتراً في متاهة من الأنفاق والطرق. وهذا المنجم الذي تديره شركة «بي. إتش. بي. بيلتون» المحدودة، أكبر شركة مناجم في العالم، يمثل أرض اختبارات مثالية لتحول ناشئ في الصناعة نحو الطاقة النظيفة واستخدام المركبات الكهربائية في محاولة لتقليص الكلفة والتلوث في آن معاً. وستتخذ الشركة قراراً بحلول منتصف العام المقبل بشأن إذا ما كانت ستمد البرنامج ليضم أسطولاً قوامه 240 مركبة خفيفة في عمليتها في جنوب أستراليا.
ويؤكد «أندرو درافين»، وهو مدير مشروع في شركة «فولترا» التي تقدم لشركة «بي. إتش. بي. بيلتون» النماذج المعدلة من سيارات تويوتا لاند كروزر المزودة بمحرك كهربائي وبطاريات أيونات الليثيوم، أن «جعل المناجم خالية تماماً من الديزل هو هدفنا النهائي. بدأنا بالمركبات الخفيفة، لأن هذا هو الأسهل للشركات» كي تثبت تبنيها للمركبات الكهربائية. وتتوقع شركة «أبيروك» السويدية المنتجة والموردة لمعدات صناعة المناجم أن من المرجح أن يكون التغير سريعاً ليشهد إحلال أغلبية شاحنات ورافعات الديزل الحالية بمعدات كهربائية في السنوات السبع أو العشر المقبلة، وهذا برغم أن أقل من 1% من المركبات المستخدمة في المناجم حالياً تعمل ببطاريات. وأعلن بير ليندبيرج الرئيس التنفيذي لشركة «أبيروك» السويدية أن الشركة تتوقع طلباً قوياً على المركبات التي تعمل ببطاريات.
والتقدم في التكنولوجيا، وخفض كلفة بطاريات أيونات الليثيوم، تسمح للصناعة أن تبدأ تحولاً محتملاً في مناجمها، لتستغني عن المعدات التي تعمل بالديزل، وتستخدم بدلاً منها معدات تعمل بالكهرباء أهدأ صوتاً وأكثر كفاءة وأقل ضرراً بالبيئة. وتستهدف اختبارات شركة «بي. إتش. بي. بيلتون» إظهار إذا ما كان استخدام المركبات الكهربائية في المناجم يمكنه أن يساعد في خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتقليص كلفة التشغيل، ودعم برنامج أوسع لمعالجة المخاطر الصحية على العمال من التعرض لجزيئات الديزل الملوثة للبيئة. ويأمل المنتج في الاستغناء عن أن يرتدي نحو 800 عامل تحت الأرض لأدوات تنفس اصطناعي أثناء عملهم. وفي كندا، تستعد شركة «جولدكورب» للتعدين بالفعل للانطلاق في هذا المضمار. ومنجم «برودون» في مقاطعة أونتاريو الكندية الذي من المقرر أن يبدأ الإنتاج التجاري العام المقبل ستكون كل معداته كهربائية ليستغني عن ثلاثة ملايين لتر ديزل في العام. وهذا التحول سيقلص كلفة التشغيل، ويقلص الحاجة إلى تثبيت نظام تهوية مكلف في عمق المنجم، ويساعد في تحسين بيئة العمل بكبح انبعاثات جسيمات الديزل وثاني أكسيد الكبرين وأوكسيد النتروجين.
 
ديفيد سترينجر
صحفي متخصص في شؤون الاقتصاد والطاقة
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»