مع بقاء أسبوع واحد على انتخابات التجديد النصفي، يركز الرئيس ترامب على تحقيق النصر لحزبه. فإذا استطاع الديمقراطيون الاستحواذ على أي من مجلس النواب أو مجلس الشيوخ، فسيكون لهذا تأثير تحويلي على رئاسته، بما في ذلك تعريضه للمساءلة والمراقبة. لذلك لم يعقد ترامب اجتماعات حاشدة فحسب، بل كما ذكرت «آشلي باركر» و«فيليب روكر» في «واشنطن بوست»، قام أيضاً بخطوات قوية لتعزيز موقف الجمهوريين في الأسبوع المقبل، حيث نشر آلاف القوات على الحدود الأميركية المكسيكية، وطرح فكرة إنهاء منح الجنسية لأبناء المهاجرين، وهدد بوقف قافلة المهاجرين القادمة من أميركا الوسطى. كما قام بخفض أسعار الأدوية في برنامج الرعاية الطبية، واقترح فكرة التخفيض الضريبي بنسبة 10% للطبقة المتوسطة. ووفقاً للكاتبين، «تعكس هذه الأعمال المدى الذي حول به ترامب أجزاء من البيروقراطية الفيدرالية إلى مصنع للتهديدات والتوجيهات والإجراءات، كوسيلة للاحتفاظ بالأغلبية الجمهورية في الكونجرس».
وبالتمعن في ما يهدف إليه ترامب حالياً، نجد أنه في حين أن كل الأفكار التي طرحها خلال الأسبوعين الماضيين كانت بهدف الاستحواذ على انتباه وسائل الإعلام، فإن ذلك أتى بأشكال متنوعة. الشكل الأول يتمثل في اقتراحات يتدبرها ترامب قليلاً قبل إعلانها، ويندرج التخفيض الضريبي للطبقة المتوسطة بنسبة 10% تحت هذه الفئة. أما الاقتراح بإنهاء منح الجنسية لأبناء المهاجرين، فيندرج في النوع الثاني من الاقتراحات، وهو الذي يتم تداوله في الدوائر اليمينية لبعض الوقت ويجده ترامب جذاباً، ثم يتبناه لإثارة أكثر مؤيديه حماسة.
فيما يأتي النوع الثالث من الاقتراحات على عكس النوعين السابقين، إذ ينتج استجابة سياسية فورية وكبيرة، ومثاله إرسال 5000 جندي إلى الحدود لمواجهة «قافلة» المهاجرين.
وكل ذلك يعني أن ترامب يحاول خلق شعور بوجود أزمة لإقناع أنصاره بالإقبال على التصويت. وهذا أيضاً ما سيفعله بعد عامين من الآن.

*كاتب أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»