تتزايد الشكاوى الليبرالية بشأن تغطية الإعلام للرئيس دونالد ترامب مع مرور كل يوم من دون اتهام الرئيس بالفشل أو من دون تركه المنصب. ويزعمون أن وسائل الإعلام مسؤولة بسبب تغطيتها لحملة الانتخابات الرئاسية 2016، وأنها تخذل الشعب الأميركي بتغطيتها ترامب بشكل مفرط. وكثير من هذه الشكاوى تبسيطي ويسيء فهم مهمة الإعلام. وكما قال الإعلامي الساخر جون ستيورات مؤخراً فإن ترامب استفاد من «نرجسية» الإعلام. وذكر ستيورات أنه ليس «من أنصار فكرة أن ترامب يدبر أموراً كي يشتتنا بعيداً عن القصة الحقيقية، بل هو في أوقات كثيرة يجذب انتباهنا إلى قصص ينبغي أن يصرفنا عنها».
وذكر ستيورات أن الإعلام ترك نفسه ليصبح هو القصة. صحيح أن هناك أمثلة كثيرة يتعين فيها أن تغطي وسائل الإعلام أخبارها وتثير اعتراضات، لكن من الصحيح أيضاً أن هذه التغطية قد تصبح مبالغاً فيه. فهناك فارق بين السؤال عما إذا كان من المناسب وصف وسائل الإعلام بأنها «عدو الشعب الأميركي» وبين أن يحتل هذا بؤرة الاهتمام.
والطريقة التي ترد بها وسائل الإعلام على ترامب حين يعلن نيته إعادة قوانين القذف، أو حين يصفنا بأننا «عدو»، مختلفة بحد ذاتها عن الطريقة التي ترد بها على ترامب حين يطرح إجراءات مثيرة للخلاف أو يهاجم جماعات أخرى.
ونقد ستيورات ليس خالياً من العيوب؛ ففي سياق تشخيصه لتوعك علاقة الإعلام بترامب، تكمن فكرة مفادها بأنه حين ينجح ترامب تقوم وسائل الإعلام بشيء ما خاطئ. ويعتقد ستيورات أن ترامب «يستطيع إقصاء كل شيء آخر وجعل الناس يركزون على هذه المعركة ويتوقعون فوزه بها».
لكن هذا يسيء أيضاً فهم مهمة الإعلام التي هي ليست إلحاق الهزيمة بترامب. المهمة هي تقديم معلومات دقيقة وفي سياقها الملائم للجمهور، كي يتخذ الناس قراراً بشأن ما إذا كان يجب أن يكون ترامب رئيساً، ومتى يؤيدونه ومتى يعارضونه.

آرون بليك
صحفي متخصص في الشؤون السياسية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»