بمبادرة من سعادة حمد محمد الجنيبي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية السودان، ضمن نشاطه الدبلوماسي والسياسي والثقافي المكثف في هذه الفترة، أقامت سفارة الدولة في الخرطوم يوم الاثنين الخامس عشر من أكتوبر 2018، احتفالية ناجحة كبرى بمناسبة مئوية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
تكوّنت الاحتفالية من مجموعة من الفعاليات واللقاءات الصحفية والإعلامية مع سعادة السفير وعدد من الشخصيات الهامة التي حضرت الاحتفالية، ومجموعة من الكلمات والمداخلات من قبل المشاركين في الندوة الخاصة التي أقيمت ضمن فعاليات الاحتفالية.
وقد اشتملت هذه الفعاليات على تسليم شيكات إعانات من قبل الهلال الأحمر لدولة الإمارات إلى عدد من جمعيات كفالة الأيتام في السودان بلغت في مجموعها 31 مليون درهم إماراتي، تسلمها مسؤولون كبار في تلك الجمعيات. وقد تم تمثيل الحكومة السودانية بحضور وزير الإعلام والاتصالات وثقافة المعلومات.
وكان كاتب هذه السطور المتحدث الرئيسي في الندوة، حيث قدم ورقة مطوّلة حول الحس الإنساني لدى دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً، موضحاً فيها أن مسيرة الإمارات الخيِّرة خلال السنوات المنصرمة منذ قيام الدولة الاتحادية، جعلت منها عضواً فاعلا له تأثيره الكبير في الشؤون الخليجية والعربية والإقليمية والعالمية، وبأن الإمارات لم تصل إلى هذا المستوى المرموق من فراغ أو في فراغ، وإنما حدث ذلك كثمرة لنشاط مثمر وعمل دؤوب قام به العديدون من أبنائها البررة تحت قيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى، لكي تتم ترجمته في موقع متميّز ومكانة فريدة للدولة ولشعبها بين أمم الأرض. فمنذ الثاني من ديسمبر 1971 تجلّت مجموعة من المبادئ والأسس التي سارت عليها الإمارات، وما تقوم به من نشاطات، صقلتها عوامل مؤثرة أهمها الاعتدال والوسطية والحس الإنساني والموضوعية والعقلانية.. كمنهج تسير عليه في جميع القرارات والمواقف والسياسات.
لقد كان لكل من الهوية الوطنية الإماراتية الخاصة الممزوجة بنفحات خليجية وعربية وإسلامية للإمارات وشعبها الأصيل، وبالتنوع الآتي من الطبيعة الاتحادية للبلاد، ومن تواجد جاليات وافدة آتية من ما يزيد على مئتي دولة في العالم، الأمر الذي يستدعي إجماعاً وتوحداً بين الأعضاء المكونين للاتحاد، ووجود حس إنساني راقي لاستيعاب هذا العدد الضخم والمتنوع من البشر والعادات والتقاليد والأجناس والأعراق والأديان والمذاهب والملل والنحل، إلى جانب الرغبة في خلق توازن عملي خلاق بين المتطلبات المحلية الوطنية والخليجية والعربية والإقليمية والعالمية، وفي تحقيق المصالح العليا للبلاد على الصعد الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية والأمنية والعسكرية.. كان لكل ذلك أثر واضح في رسم وبلورة سياسات الدولة الداخلية والخارجية وتنفيذها.
إن الاحتفالية التي خطط لها ونفذها وأشرف عليها السفير حمد الجنيبي لم تكن عادية، بل هي مثال مشرف يحتذى به لما يمكن أن يقوم به سفراء الدولة في الخارج من توضيح وإيصال لأعمال الدولة الإنسانية والخيرية وشرح لسياساتها الرصينة في الداخل والخارج تجاه شعبها والمقيمين لديها وتجاه الدول الأخرى.
وفّق الله جميع سفرائنا في الخارج ودبلوماسيينا بكافة درجاتهم.. وإلى الأمام أيها الشباب الخادم لوطنه بإخلاص وأمانة.. حفظكم الله جميعاً.