أكدت شركة «جوجل» أن مشروعها السري الذي أجج ردود فعل غاضبة في الشركة بقيادة أحد موظفيها على مدار أسابيع، هو محاولة لتدشين نسخة من محركها البحثي يتفق مع نظام الرقابة على الإنترنت في الصين. والمشروع الذي يحمل اسماً رمزياً «دراجونفلاي»، ليس فقط حقيقياً وإنما يجري العمل فيه بالفعل بموافقة كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركة، وربما يمهد عودتها إلى سوق البحث على الإنترنت في الصين بعد نحو عقد على خروجها.
وتساءل المسؤول التنفيذي في الشركة «سوندار بيكاي» أثناء نشاط استضافته «مؤسسة ويرد»، ليلة الاثنين الماضي، «إذا كان محرك بحث جوجل سيعود للعمل في الصين، فكيف سيبدو؟ وما هي الاستفسارات التي سنتمكن من خدمتها؟». وأضاف: «ربما نتمكن من خدمة نحو 99? من الاستفسارات».
وربما يفضي الإعلان إلى مزيد من التساؤلات من قبل صناع السياسات في الولايات المتحدة، والذين اتهم بعضُهم جوجل بالمراوغة بشأن مشروع «دراجونفلاي». وفي هذه الأثناء، تواجه جوجل ونظيراتها في قطاع التكنولوجيا تدقيقاً مشدداً بشأن خصوصية وبيانات المستخدمين، مع اقتراح بعض المشرعين الفيدراليين قانوناً يفرض قيوداً جديدة على تعامل شركات التكنولوجيا مع بيانات المستخدمين.
ومثل كثير من الشركات الأخرى، تنظر جوجل إلى الصين كسوق ضخمة وحافلة بالفرص. وتعتمد الصين، التي يقدر عدد سكانها بنحو 1.4 مليار نسمة، على نظام تشغيل «أندرويد» من جوجل، ففي عام 2013، كانت 9 من كل 10 هواتف ذكية تعمل بنظام «أندرويد». بيد أن وضع جوجل في سوق الهواتف الذكية قد يتقوض في نهاية المطاف، إذ تسعى الشركات الصينية إلى تطوير بدائل لـ«أندرويد». وقد يمنح الوصولُ إلى الجماهير الصينية «جوجل» مزيداً من الفرص للعمل في سوق الإعلان على الإنترنت وبيع تطبيقات الهاتف المتحرك. بيد أن المبادرة أججت جدلاً داخلياً في الشركة بشأن قيمها. ووصف خطاب مسرب وقعه أكثر من 1400 موظف في الشركة مشروع «دراجونفلاي» كرسالة إنذار بشأن تخلي جوجل عن شفافيتها المعتادة.
 
بريان فانج
صحفي متخصص في الشؤون التكنولوجية
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»