«هذا زايد.. هذه الإمارات»، هو الشعار الذي أعلنته اللجنة المنظمة للاحتفال الرسمي باليوم الوطني الـ 47 لدولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر المقبل، والذي يجسد الاعتزاز والفخر بالقائد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى دعائم النهضة والنجاح والتقدم لدولة الإمارات، وستعمل اللجنة على جعل هذه المناسبة الوطنية العزيزة منصة إبداعية مبهرة تجمع أبناء الوطن تحت راية الوحدة والاتحاد والفخر، وترسخ في ذاكرة كل من يشاهدها مسيرة الشيخ زايد الحافلة بالعطاء والإنجاز.
سيظل الشيخ زايد واحداً من أهم القيادات الاستثنائية التي استطاعت أن تقدم تجربة ثرية في فن الحكم والإدارة، كان لها عظيم الأثر فيما وصلت إليه دولة الإمارات اليوم من تطور ونهضة ورخاء، فقد صاغ بحكمته وبعد نظره الأسس والثوابت التي مكنت دولة الاتحاد من البقاء والتطور، ما جعل الإمارات تقدم نفسها باعتبارها واحدة من أهم التجارب الوحدوية على مستوى المنطقة والعالم. لقد عمل الشيخ زايد، على مدى سنوات حكمه الحافلة بالإنجازات، على بناء الوطن بصورة موازية مع بناء الإنسان ورعاية المواطن والنهوض بالمجتمع، حيث كان يؤكد دوماً «إن الإنسان هو العنصر الأساسي لكل تقدم، وإن أثمن ثروة لهذا البلد هي الإنسان الذي يجب أن نعتني به كل العناية، ونوفر له كل الرعاية، فلا فائدة للمال من دون الرجال»، وكان يؤمن أنه من دون الإنسان الصالح الواعي لا يمكن تحقيق الخير لهذا الشعب، ومن دون استمرار العطاء والسهر على راحة المواطنين، لا يمكن بناء الجيل الذي نفتخر به، ويكون قادراً على تحمل أعباء المسؤولية، كما كان يؤمن بقدرة المواطن الإماراتي على صنع التقدم، فأعطاه كل اهتمامه ووضعه في بؤرة تفكيره، فعمل على تسخير كل الإمكانات من أجله، وجعله محور التنمية، وهدفها في الوقت نفسه، ولهذا فقد كان من الطبيعي أن ترتقي دولة الإمارات في عهده إلى مصاف الدول المتقدمة، مادياً وبشرياً، وأن تشهد معدلات تنمية كبيرة على المستويات كافة.
احتفالات اليوم الوطني الـ47 تمثل فرصة لإبراز مسيرة العطاء الحافلة للشيخ زايد، رحمه الله، وكيف قاد شعبه لتأسيس دولة الإمارات التي باتت اليوم نموذجاً يحتذى به إقليمياً وعالمياً، بما حققته من إنجازات ونجاحات متواصلة، عززت مكانتها في مختلف مؤشرات التنمية والسعادة، الصادرة عن مؤسسات دولية عريقة، حيث جاءت الإمارات في المرتبة الأولى عربياً والـ 34 عالمياً، في تقرير التنمية البشرية 2018 الصادر عن الأمم المتحدة، في شهر سبتمبر الماضي، متقدمة ثمانية مراكز عن تصنيف العام الماضي. كما احتلت المرتبة الأولى عربياً للعام الرابع على التوالي، وتقدمت إلى المرتبة العشرين على مستوى العالم في تقرير السعادة العالمي لعام 2018 الصادر عن معهد الأرض في جامعة كولومبيا، وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، كما تقدم جواز السفر الإماراتي إلى المركز التاسع عالمياً وفقاً لمؤشر «باسبورت إندكس»، وغيرها العديد من المؤشرات التي تؤكد أن ما أراده الشيخ زايد لدولة الاتحاد يتحقق الآن، فالإمارات باتت واحة للأمن والازدهار والتعايش، وتحظى مواقفها بالتقدير من جانب دول العالم، لجهودها الداعمة للاستقرار والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ستظل مدرسة زايد في الحكم والإدارة مصدر إلهام متجدد وثراء لمسيرة الوطن، لأنها تقوم على أسس وأركان راسخة أهمها التخطيط العلمي، والطموح التنموي الذي لا تحده حدود، وجعل المواطن في قمة أولويات القيادة، وعلى هدي هذه المدرسة، حققت دولة الإمارات اتحادها، ونجحت في المحافظة عليه، وتعميقه في عقول وقلوب مواطنيها، واستطاعت أن تصل إلى ما وصلت إليه من مراتب عليا في مضمار التنمية، وعلى هديها أيضاً، تنطلق بكل ثقة نحو المستقبل لتعزز مكانتها على خريطة الدول المتقدمة، لتحقيق أهداف «مئوية 2071» التي تسعى إلى الوصول بدولة الإمارات إلى المركز الأول عالمياً في مختلف المجالات.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية