«على العرب أن يستثمروا بشكل كبير في الموارد البشرية، وأن يركزوا بشكل خاص على الشباب الذين يمثلون أمل أوطانهم وأمتهم لاستعادة دورهم الحضاري وضمان مستقبل مشرق لهم»، تلك هي مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عند استقباله وفد «تحالف عاصفة الفكر» في النسخة السابعة للتحالف والتي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مؤخراً تحت عنوان: «المستقبل العربي في عصر التكنولوجيا».
ويعتبر «تحالف عاصفة الفكر» لبنة جديدة تضاف إلى بناء الإبداع والإسهام الفكري والبحثي المتميز لسعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، والذي ما زال ينطلق في ساحة الفكر والبحث العلمي بقوة لم تضعف، وإرادة لم تختفِ ليوم واحد منذ عام 1994 عندما زرع بذرة البحوث والدراسات العلمية بمفهومها الحديث لدعم عملية اتخاذ القرار ونشر الوعي بأهمية البحث العلمي في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، ليصبح أول «مركز بحوث ودراسات» من نوعه في العالم العربي، وليستمر الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي يحمل اللقب الذي أطلقته عليه يوماً وهو «فارس الفكر العربي».
وقد كانت ولادة «تحالف عاصفة الفكر» في أبوظبي من خلال مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لبث رسالة إلى العالم بأن العرب أهل فكر وعلم ورؤية، وبإمكانهم الوقوف صفاً واحداً متحالفين باحثين وعلماء ومفكرين وإعلاميين ومسؤولين وأكاديميين، وليسوا دعاة حرب وهدم وتدمير. كما جاء التحالف ترجمة حقيقية لألوان شتى من أطياف المجتمع العربي كافة من مملكة البحرين إلى المملكة المغربية أو كما يُقال من المحيط إلى الخليج العربي. ومع استضافة كل دولة عربية ممثلة بمركز دراسات أو جهة بحثية لكل نسخة من نسخ التحالف، يجد المواطن العربي نفسه أمام مرحلة جديدة من التميز الفكري والبحثي في موضوع الندوة وجلساتها.
وكعهدنا بأنشطة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية منذ إنشائه، والتي تتميز باستشراف المستقبل، ووضع خريطة طريق له في المجالات كافة، الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والتكنولوجية، بما يكفل تطور المجتمع وارتقائه لمراحل متقدمة من التميز والإبداع، جاءت النسخة السابعة لـ «تحالف عاصفة الفكر» لتضع أمام المواطن العربي خريطة طريق جديدة نحو مستقبل أفضل في عصر التكنولوجيا، وذلك بعد انتشار ثقافة الذكاء الاصطناعي الذي بات مطمحاً وعنواناً لاستراتيجيات بعض الحكومات العربية، وفي مقدمتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي وضعت أول استراتيجية للذكاء الاصطناعي على المستوى العربي. وقد جاءت موضوعات جلسات ندوة تحالف عاصفة الفكر انعكاساً عملياً لعنوانها وضمت محاور: التكنولوجيا ونمط الحياة للمواطنين في العالم العربي، والتكنولوجيا ومستقبل التعليم والصحة، والمستقبل العربي في عصر الذكاء الاصطناعي، وأخيراً وظائف المستقبل في ظل التكنولوجيا الجديدة (الإنتاج، والاتصالات، والمواصلات).
والملاحظ أنه إضافة لنوعية المشاركين في فعاليات الندوة وتميزهم في إثراء النقاش وطرح الأفكار والآراء ذات الصبغة الاستراتيجية، فقد جاءت توصياتها لتضع خريطة الطريق للمستقبل أمام الحكومات والمجتمعات العربية في يومين فقط هما مدة الندوة. وتضمنت‏? ?أبرز ?تلك ?التوصيات ?الاستفادة ?من ?تجربة ?دولة ?الإمارات ?العربية ?المتحدة، ?والخطوات ?والإجراءات ?التي ?اتخذتها ?لمواكبة ?التطورات ?التكنولوجية ?العالمية، ?والاستعداد ?لعصر ?الثورة ?الصناعية ?الرابعة ?والذكاء ?الاصطناعي، ?وضرورة ?تعزيز ?التعاون ?بين ?الدول ?العربية ?في ?مجال ?التكنولوجيا، ?وتسخير ?الذكاء ?الاصطناعي ?لمصلحتها، ?والتفكير ?في ?عقد ?قمة ?عربية ?تتمحور ?حول ?الثورة ?الصناعية ?الرابعة ?والذكاء ?الاصطناعي ?لصياغة ?استراتيجية ?عربية ?شاملة ?في ?هذا ?الخصوص. ويحدونا جميعاً الأمل في الاستفادة من تلك التوصيات التي خرجت للنور بين جنبات مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لتحقيق التحول النوعي في مستقبل المواطن العربي، بما يتوافق مع تطورات التكنولوجيا، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي.