تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة، على تعزيز سلامة الأفراد والأسر والمجتمع، وتوفير كل السُبل الرامية إلى ضمان وحماية الأرواح والممتلكات، من خلال اعتماد مجموعة من البرامج والمبادرات والأنظمة البرمجية والذكية، التي تحمي مقدرات الوطن وأرواح سكانه، سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، وتدعم ذلك باستراتيجيات متقدمة، وبنية تحتية متطورة، تسهم في تنظيم مجتمعات عمرانية آمنة، تنطلق من تطبيق معايير الأمن والسلامة العامة، وحفظ حياة الجميع. وانطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، دشن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، المشروع الوطني للإنذار المبكر بالحرائق «حصنتك»، لربط نحو 400 ألف منزل سكني، ب 20 غرفة عمليات تابعة للدفاع المدني على مستوى الدولة بشكل آلي، حيث سيتم إطلاق صافرات الإنذار لإخلاء المنزل من سكانه، بإلزام المباني الجديدة بإجراءات تركيب النظام كأحد الاشتراطات، ما سيسهم في خفض زمن الاستجابة للحرائق ليتراوح ما بين 4 و6 دقائق، الأمر الذي يحدّ من الخسائر البشرية الناجمة عنها.
وفي ظل الحرص على تعزيز جهود وزارة الداخلية في الحفاظ على منجزات الوطن، وبهدف تحقيق رؤية القيادة الرشيدة في أن الإنسان هو ثروة الوطن الأولى، جاء نظام الحماية «حصنتك»، بوصفه أحد أهم وأبرز الأنظمة الابتكارية التي تطبق أفضل المنظومات الخاصة بالحماية بصورة مستحدثة، حيث يقوم المشروع بالكشف عن الحرائق عبر حساسات الدخان والحريق، من خلال إرسال صورة آلية إلى أقرب غرفة تحكم للدفاع المدني، ليكون النظام متوافقاً مع دليل المواصفات الفنية الخاص بالحرائق، بتقوية منظومات الإنذار عبر استخدام الأنظمة الذكية المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إن ميزة الاستراتيجيات والمبادرات التي تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تحقيقها، في الصُعد كافة، أنها تنتهج أفضل الحلول التقنية، وأفضل السُبل الرامية إلى تحقيق الفائدة القصوى، وفق منظومة ريادية ومستدامة تتوافق مع أفضل المتطلبات الفنية والقانونية واللوجستية، وأحدث أنواع معدات أجهزة المتابعة، على أيدي فريق من المحترفين والخبراء، يعملون على التحقق من جودة المخرجات على الدوام، وهو ما انعكس على مشروع «حصنتك» الذي يعد سبقاً عالمياً حققته دولة الإمارات، ويشكل إنجازاً كبيراً في إطار الجهود الفعالة لتحقيق أعلى مستويات الوقاية والسلامة والجهوزية لحالات الطوارئ، وبما يدعم «رؤية الإمارات 2021»، بأن تكون الدولة أحد أكثر بلدان العالم أماناً.
لقد ارتكزت دولة الإمارات في استراتيجياتها في التطوير على مجموعة من المبادرات التي تتماشى مع الرؤية الطموحة في قيادة المستقبل الرقمي، باستخدام أحدث التقنيات العالمية، التي تواكب التطورات التكنولوجية، وتسخر الأنظمة الذكية لخدمة المجتمعات، وهو ما ينعكس على استدامة النتائج الريادية، وخاصة في مجال خفض معدلات الحرائق والوفيات الناتجة عنها، ورصد أي خلل في أنظمة الوقاية والسلامة في المساكن، وتعزيز حماية قاطنيها، وهو ما حفّز القيادة العامة للدفاع المدني، وعبر اتفاقيات وقعتها وزارة الداخلية مع شركاء استراتيجيين، على تطبيق إجراءات الوقاية والسلامة، عبر نظام «حصنتك»، وهؤلاء الشركاء متخصصون في نظم بيانات تربط المنشآت والمنازل بأنظمة الحماية والتحكم الذكية، والخاصة بتقنيات الإنذار.
إن الحكومة تبذل كل الجهود وتقدم أفضل الخدمات التي تحقق الغاية في الحفاظ على الأرواح والممتلكات، في انسجام مباشر مع أهداف المسرّعات الحكومية الخاصة بزمن الاستجابة لحالات الطوارئ، والإجراءات والاشتراطات في الوقاية والسلامة، وذلك منذ أن تم إطلاق مشروع «حصنتك» في نهاية عام 2017، كأول نظام من نوعه في المنطقة والإقليم، للمراقبة والإنذار والتحكم الذكي في المباني، يعتمد أعلى معايير العمليات وأحدثها للوصول إلى موقع الحريق، رافقه بذل كل الإمكانيات في تأهيل العنصر البشري، وتدريب الكوادر وفق أرقى المستويات العالمية، لرفع سرعة الاستجابة والجاهزية والتوعية في مواجهة المخاطر والتحديات.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية