أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة، أهمية الاستثمار في القطاعات الاقتصادية غير النفطية، بوصفها رافداً أساسياً لنمو الاقتصاد الوطني، ووسيلة مهمة في تحقيق الهدف المنشود في التنمية المستدامة، التي تعنى برفاه الإنسان ومصلحته، وإيجاد كل السُبل التي تحقق الخدمة المنشودة لأجله. وانطلاقاً من هذا الاعتبار، أولت دولة الإمارات اهتماماً بالغاً بقطاع السياحة العلاجية، وخاصة أنها تمتلك بنى تحتية متقدمة، وإمكانات بشرية مؤهلة، وقدرات اقتصادية تمكنها من الاستمرار في عملية التحديث والتطوير.
ومواصلة لمسيرة النهضة والتنمية، والخطى الحثيثة التي تبذلها إمارة أبوظبي، نحو تعزيز موقعها على خريطة السياحة العلاجية عالمياً، وقعت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، مذكرة تفاهم مع «منظمة السياحة العلاجية»، قُرر على إثرها إنشاء مكتب إقليمي للمنظمة في الإمارة، ووضع الخطوط العريضة للتعاون الاستراتيجي بين الدائرة والمنظمة، وتطوير استراتيجيات ترويجية لاستقطاب زوار السياحة العلاجية، فضلاً عن إصدار دليل جديد للسياحة العلاجية والاستشفاء في أبوظبي، ليمثل منصة لنشر الوعي بمقومات هذه السياحة، ونقل رسالتها إلى الأسواق الرئيسية المستهدفة، وأهمها: روسيا والصين والهند ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، إن هذه الاتفاقية تأتي انسجاماً مع أهداف ورؤى الدائرة في الترويج لمقومات السياحة العلاجية في إمارة أبوظبي، بوصفها أحد روافد تنشيط حركة السياحة الواعدة في اجتذاب مزيد من الزوار، ودعم رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 الرامية إلى تحقيق مزيد من نمو وتطور اقتصاد الإمارة، من خلال الاستعانة بأفضل الخبرات، والاطلاع على أحدث التجارب والممارسات العالمية المتّبعة في هذا القطاع، لتطوير استراتيجيات تتسم بالفاعلية والمرونة، وبما يحقق المساهمة المؤثرة له، في إجمالي الناتج المحلي للإمارة.
وتنطلق أهمية هذه الاتفاقية من كونها وُقّعت مع إحدى أهم المنظمات العاملة في هذا المجال، حيث ستنقل «منظمة السياحة العلاجية» مؤتمرها السنوي العالمي المقبل لإمارة أبوظبي حول السياحة العلاجية والمؤتمر العالمي للرعاية الصحية، والذي يجمع خبراء ومنظمات متخصصة من أكثر من 100 دولة، وخاصة أن الإمارة أثبتت ريادتها في جودة خدمات الرعاية الصحية فيها، واعتمادها مجموعة من القوانين الأنظمة التي تضمن حقوق النزلاء والزوار، وإقرارها برامج استشفاء واسعة وعالية الجودة، مقابل إنفاق لا يعد مرتفعاً مقارنة بمستوى الخدمات.
وستكون هذه الاتفاقية بمنزلة استراتيجية جاذبة للسياحة العلاجية، تعمل من خلال الشركاء، على تقديم التسهيلات والحوافز لجذب هذا النوع من السياحة لأبوظبي، حيث استطاعت، وعلى مدار سنوات قليلة مضت، العمل مع العديد من الشركاء، من القطاعين العام والخاص، والشركاء الدوليين، ومزودي خدمات الرعاية الصحية، وشركات التأمين، وممثلين عن قطاع الضيافة والسياحة، الأمر الذي عزز من مكانة الإمارة كوجهة مؤثرة في السياحة العلاجية عالمياً، نظراً إلى ما تمتلكه من مقومات جاذبة، ناتجة عن تطور القطاع الصحي، وحداثة المرافق الترفيهية والثقافية التي تجعل من السياح يعيشون تجربة مميزة في أثناء قدومهم للعلاج، نتيجة رؤيتها التي انعكست إيجاباً على القطاع السياحي والعلاجي بالإمارة، وامتلاكها جميع المقومات التي تؤهلها لتصبح وجهة عالمية للسياحة العلاجية.
إن دولة الإمارات تولي جلّ اهتمامها بتقديم أبهى صورة لكل الخدمات المقدمة للجميع من دون استثناء، مواطنين أو مقيمين أو سائحين وزواراً، وتحديداً تلك الخدمات المتعلقة بالرعاية الصحية والعلاجية، التي تقدمها وفق أرقى المستويات العالمية، وهذا نابع من توجيهات القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مدعومة بخطط طموحة ترتقي بالخدمات العلاجية، وتجعل الدولة منصة للخبراء والمَهَرة في مجال الخدمات الصحية والسياحة العلاجية.
*عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة  عن مركزالإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.