يحظى الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة باهتمام ورعاية كبيرين، انطلاقاً من إيمان القيادة الرشيدة بقيمة مواردها البشرية، التي تنظر إليها بوصفها الثروة الحقيقية التي تملك قدرات مذهلة، تؤهلها لإحداث تأثير إيجابي وفاعل في المجتمع والدولة، نظراً لما يمتلكه الشباب من معارف ومهارات وخبرات، علمية وعملية، يخوضون من خلالها غمار الحياة، ويسيرون فيها نحو مستقبل مشرق، تقوم آفاقه على مبدأي الابتكار والإبداع في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وريادة الأعمال، وفنون القيادة والتنمية، ومهارات الرياضة واللياقة، وخبرات الثقافة والإعلام.
ويشير قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، في تدوينات لسموه على «تويتر»، إنه «مع انطلاق الدورة الثانية لمجلس أجيال المستقبل.. نستأنف رحلة صناعة مستقبل الإمارات وريادتها عالمياً.. نمتلك قناعات راسخة في الإمارات بأن الشباب هم أكبر قوة كامنة لدينا.. الدول التي تبحث عن المجد وتثق بالشباب وتمنحه الدافع والتشجيع.. هي التي تنافس وتتصدر وتكسب الرهان»، إلى حجم الأمل الكبير الذي تمتلكه القيادة الرشيدة في الشباب، وفي قدرتهم على الإبداع، بما يعزز مكانة دولة الإمارات على الخارطة الدولية، ويحقق لها الطموح بأن تكون أفضل دولة في العالم في عام 2071.
ولأن الشباب هم أمل الحاضر، ولأنهم صنّاع المستقبل، جاء انطلاق الدورة الثانية من مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، التي عقدت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، واستمرت لمدة يومين تحت شعار «قادة اليوم يلتقون بقادة الغد»، معبّراً عن ضرورة تأصيل الدور الحيوي والفاعل للشباب الإماراتي في أن يكونوا رواداً للعلم والمعرفة، وأيقونة ورمزاً للعمل والبناء، وهو ما حدا بالقيادة الرشيدة لإعطاء توجيهات متواصلة بالاستثمار في طاقات الشباب، وتحفيزهم نحو التعلم واكتساب الخبرات في المجالات كافة، وأهمها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بوصفهما الطريق نحو مستقبل واعد يضمن للأجيال المقبلة الرفاه والاستقرار.
لقد حُظي الطلبة المشاركون في الدورة الثانية من مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل، التي اختتمت أمس، بجلسات تفاعلية، ومحادثات ملهمة مع المبتكرين والمفكرين، أسهمت في فتح الآفاق أمامهم، وتوجيههم نحو تطوير حياتهم المهنية مستقبلاً، لكونهم أمل الأوطان في استعادة دورها الحضاري، الأمر الذي يستدعي صقل مهارات الشباب، وتحفيزهم نحو الاستثمار في تلك المهارات والخبرات، استعداداً للمستقبل، الأمر الذي جعل من «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» ملتقى فريداً، وفرصة ذهبية يجتمع فيها الشباب لتبادل الأفكار المبتكرة، مع المبدعين الرقميين وصناع القرار والمخترعين، ودعم أفكارهم حول المشاريع التي تثير اهتمامهم، ورسم صورة واضحة للخطط الوظيفية المستقبلية، والمهارات التي يجب إعدادها للتعامل مع المستقبل.
كما أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة دور الشباب المحوري في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، من خلال بناء قدراتهم ومعارفهم في القطاعات الاقتصادية الحيوية، التي تحقق المزيد من الإنتاجية، وتسهم في دعم النمو، وتعزز منسوب الرفاه للدولة وسكانها، من دون إغفال ضرورة التركيز على منصات العلوم والتكنولوجيا، والحلول الذكية، إضافة إلى تقوية المعارف الخاصة بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وإنترنت الأشياء، والتعاملات الرقمية، وتكنولوجيا الفضاء، بوصفها أركاناً أساسية لاقتصاد الدولة المستقبلي القائم على المعرفة والابتكار.
إن التركيز على تنمية مهارات الشباب وقدراتهم، والنظر إلى ذلك بشكل شمولي، جعل دولة الإمارات، ومن خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات، تنظر إلى تطوير الكفاءات وتقوية المهارات الخاصة بمواردها البشرية، كالتواصل والإبداع والتفكير النقدي، وتطوير الذات ورفد الشباب بمقومات وعوامل القيادة عبر التواصل المباشر مع صناع القرار والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، كإحدى أهم الأولويات التي يجب التركيز عليها للاستثمار في المستقبل، وبما يحقق المزيد من المشاريع والبرامج والمبادرات التطويرية الناجحة، ويعزز دور القطاعات الحيوية بمسارات التنمية والريادة، ويوسّع آفاق التعلم والمعرفة، ويرسخ مكانة الدولة عالمياً على مؤشرات التنافسية.
عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية