شنّ «أورين هاتش» السيناتور «الجمهوري» عن ولاية يوتاه، هجوماً عنيفاً على ضحايا الجرائم الجنسية، داعياً إياهن إلى «النضوج»! وانتقد «كريستين بليزي فورد»، التي أدلت بشهادتها أمام الكونجرس ضد القاضي «بريت كافانو» الذي صادق الكونجرس على ترشيحه ليصبح عضواً في المحكمة العليا الأميركية. ونشر «هاتش» أيضاً «رواية غير موثقة لشخص من يوتاه، مشككاً في الأحقية والميول الجنسية لـ"جولي سويتنيك"، وهي أيضاً ممن اتهمن القاضي «كافانو»، بالإعتداءات الجنسية. غير أن صحيفة «سولت ليك تريبيون» قادت حملة شرسة ضد «هاتش»، فكتبت:«إن ذلك الهجوم الدنيء الذي شنّه (السيناتور أورين هاتش) واللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، و«الجمهوريون» في تلك اللجنة، على امرأة اتهمت مرشح المحكمة العليا (بريت كافانو) هو نموذج يبرر تماماً سبب عدم إقدام مزيد من الضحايا على فضح القاضي. وأضافت الصحيفة: «إن الأسوأ من ذلك أن الهجوم ينمّ عن موقف يعود قطعاً إلى العصور الوسطى تجاه النساء كافة، باعتبارهن سلعة ولا يمكن تصديقهن أو التعامل معهن بجدية».
وعلاوة على ذلك، لم يُوجّه «جمهوري» واحد أي انتقاد لـ «هاتش»، وقد كان المرء يتصور أن أحداً ما سيقول إنه جلب العار لنفسه ولحزبه ولمجلس الشيوخ، لكن من الواضح أن «الجمهوريين» لم يغضبوا من مثل ذلك السلوك. من جانبه، حاول «تشارلز جراسلي»، رئيس اللجنة القضائية في «مجلس الشيوخ»، والعضو «الجمهوري» عن ولاية «أيوا»، تبرير عدم وجود أي امرأة "جمهورية أبداً في اللجنة القضائية، قائلاً: «إنه منصب يستلزم كثيراً من العمل، وربما أنهن لا يرغبن في توليه».
ودافع الرئيس دونالد ترامب عن مرشحه «كافانو» قائلاً: «لو كان الاعتداء بهذا القدر من السوء الذي تصفه (فورد)، لكانت توجّهت إلى الشرطة». وأضاف: «لقد كان وقتاً مخيفاً بالنسبة للشباب». وسخر صراحة من"فورد" أمام حشد من أنصاره لتأجيج الغضب بينهم. وأوضح المدافعون من «الجمهوريين» أنه كان يشرح الحقائق فحسب. لكنه في الحقيقة شوّه شهادتها، زاعماً أنها لم تتمكن من تذكر حقائق كثيرة، مثل المنطقة التي كان فيها المنزل الذي تعرضت للهجوم بداخله.
واتهم ترامب و«الجمهوريون» الآخرون ضحايا الاعتداءات الجنسية المعترضين على تعيين «كافانو» قاضياً في المحكمة العليا بأنهم محتجون مدفوعون من قبل جورج سوروس، وهو ملياردير يساري يهودي، يتردد اسمه دائماً في الهجمات المعادية للسامية.
والمفارقة أن «الجمهوريين» الذين لم ينخرطوا في مثل هذه السلوكيات القاسية والمهينة من قبل لم يحركوا ساكناً عندما فعل قادة حزبهم ذلك. لكن قبول اضطهاد المرأة، وتبرير العنصرية الصريحة، أصبح ضرورة لـ «الجمهوريين الموالين». وحتى إذا انزعج أي عضو «جمهوري»، فإنه لا يجرؤ على قول ذلك. فإما أن يتجاهل أو يبرر مثل هذا السلوك.
*كاتبة أميركية
"يُنشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس"