ترد أنباء جيدة من غابات الأمازون المطيرة في البرازيل المضطربة سياسياً. فمنذ عدة سنوات هدأت حدة انحسار غطاء الغابات في الأمازون. ومع توقف تآكل الغابات، انحسر تأثير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي ترفع درجة حرارة الكوكب. لكن لا يعلم أحد بهذه الأخبار السارة حين يستمع إلى الضجيج السياسي الذي يمسك بتلابيب البلاد قبل الانتخابات العامة في السابع من أكتوبر الجاري. وهذا التغافل يزعج العلماء والمدافعين عن أكبر غابة مطيرة في العالم. ويرى ادالبيرتو فيرسيمو من «معهد الشعب والبيئة»، وهو جماعة بحثية معنية بالغابات المطيرة، أن «المقلق هو أن المنطقة التي تمثل 70% من الأراضي البرازيلية خارج رادار الحملات الانتخابية».
والمشكلة الكبرى كانت دوماً ضياع أكبر رقعة من الغابات الاستوائية. فإيقاع قطع الغابات في أمازون البرازيل ارتفع حتى بلغ 19500 كيلومتر مربع في السنة بين عامي 1995 و2005. وبعد انتقادات على مستوى العالم، غيرت البرازيل هذا التوجه بحملة مشددة على مغتصبي الأراضي وزارعة المحاصيل الحقلية بعد حرق الغابات وعلى قاطعي الأخشاب. وتباطأ قطع الغابات في الأمازون إلى أقل من 5843 كيلومتر مربع عام 2013، مما يعني تفادى انبعاث نحو 3.2 مليار طن من الكربون في الغلاف الجوي.
وتفادي وقوع ما لا تحمد عقباه في الأمازون يمثل انتصارا للسياسات العامة والحكم الرشيد الذي تصدى لضغوط أصحاب المصالح.
إن تراجع قطع الغابات جعل البرازيل واحدة من الأمم القليلة التي قلصت انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وينبغي الاحتفاء بهذا الإنجاز ودراسته وتشجيع المسؤولين على ألا يتراجعوا عنه وأن يتصدوا للانتهازيين وقراصنة الموارد الطبيعية.
ولو كانت السياسة أكثر عقلانية في البرازيل لاقتنص المرشحون للانتخابات التشريعية فيها هذه الفرصة ليحققوا انتصاراً على جماعات الضغط القوية، باتباع سياسات أكثر اهتماماً بالبيئة.
ماك مارجوليس
كاتب متخصص في شؤون أميركا اللاتينية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»