تدعم دولة الإمارات العربية المتحدة كل ما من شأنه تعزيز الإبداع والابتكار، سعياً إلى مواكبة التطورات الجارية في المجالات المعرفية والعلمية والتكنولوجية، ومواكبة عصر الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف تعزيز مكانة الدولة على مؤشرات التنافسية العالمية، من خلال تحقيق أكبر مقدار من النمو، وتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة في العديد من القطاعات الحيوية، وهو ما يؤكده إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أكتوبر عام 2014 الاستراتيجية الوطنية للابتكار، ثم في فبراير عام 2018 إطلاق الاستراتيجية الوطنية للابتكار المتقدم، كنسخة مطورة للاستراتيجية الأولى.
وانطلاقاً من رؤية دولة الإمارات في تهيئة البيئة المناسبة للابتكار في القطاعات الحيوية، دعت مبادرة «محمد بن راشد للازدهار العالمي»، مؤخراً، المبتكرين الصناعيين في مختلف دول العالم للمشاركة في الدورة الأولى من برنامج «تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين»، بهدف البحث عن حلول لأربعة تحديات عالمية ملحة، وهي: تحدي الطاقة المستدامة، وتحدي الفجوة الرقمية، والقضاء على الأمية الرقمية، وتحدي التطوير الزراعي والقضاء على الجوع، ثم تحدي المدن المستدامة الهادف إلى توظيف التكنولوجيا للحد من انتشار الأمراض المعدية، حيث سيتم الإعلان عن الفائزين في البرنامج خلال حفل توزيع الجوائز في الدورة الثانية «للقمة العالمية للصناعة والتصنيع»، التي ستعقد في روسيا، في شهر يوليو المقبل.
كما تعبّر مشاركة «مركز محمد بن راشد للفضاء» في فعاليات «جيتكس فيوتشر ستارز»، التي يستضيفها مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة بين 14 و17 أكتوبر المقبل، بالتزامن مع انعقاد «أسبوع جيتكس للتقنية 2018»، وطرح المركز لـ «تحدي الابتكار لمركز محمد بن راشد للفضاء»، عن اهتمام دولة الإمارات بتعزيز وتقوية روح المنافسة لدى شركات تكنولوجيا الفضاء الناشئة، بما يسهم في تمكينها من عرض تقنياتها، ودعم الاستثمار في هذا النوع من الشركات، سعياً إلى تزويد صناعة الفضاء بالتقنيات والخدمات الضرورية، وتمكين تلك الشركات من إيجاد حلول عملية ومبتكرة، وفق جو من التنافسية وروح الابتكار، وبما ينسجم مع الأجندة الوطنية، في جعل دولة الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً، خلال السنوات السبع المقبلة، ولاسيما في قطاع الفضاء الوطني.
كما جاء إعلان «مؤسسة دبي للمستقبل» عن الفائزين بمبادرة «المبتكرين الشباب» دون سن الـ 35 عاماً، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل في يوليو الماضي، مؤكدة الاهتمام بأكثر الأنشطة والمجالات حيوية وقدرة على الابتكار، وخاصة في تخصصات الطب الحيوي، والحوسبة، والاتصالات، وتطوير البرمجيات، والبنية التحتية، وشبكة الإنترنت، والطاقة المتجددة، وتوسع استخدام التكنولوجيا والأساليب المتقدمة التي تستهدف تحسين كفاءة مدخلات الإنتاج ورفع مستوياته، وتحسين تقديم الخدمات، وتوسيع المزايا التي تقدمها التكنولوجيا، من أجل تطوير حياة الناس، وإحداث أثر إيجابي يعود بالنفع والفائدة على مختلف النواحي.
لقد قامت رؤية دولة الإمارات على هدف رئيسي يقوم على جعل التكنولوجيا في خدمة الإنسان، وتحسين حياة البشر في المناطق والبلدان الأقل نمواً، من خلال العلوم المتقدمة التي تؤدي إلى تحقيق مستقبل أفضل للإنسان، عبر التحفيز على الابتكار، وريادة الأعمال، وإطلاق مبادرات رائدة في مجال الابتكار، والتحول إلى مرحلة جديدة تقوم على تمكين الإنسان في مجالات الاستكشاف والاستشراف المستقبلي لتحقيق جودة أفضل للحياة، في العديد من المؤشرات، حيث يمثل الابتكار القوة الدافعة لتوفير الحلول التي تتعامل مع العديد من التحديات، وأهمها عدم وصول آثار التقنيات الرقمية الإيجابية إلى جميع الناس في العالم، نظراً للعديد من العوامل الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية، الأمر الذي يقف عائقاً أمام تحقيق الازدهار العالمي، والتنمية الشاملة والمستدامة، من خلال تسخير الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها، لبناء مستقبل أفضل.

*عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.